خبراء المياه والرى بالمركز القومى للبحوث أكدوا أن "إسرائيل كل همها تنكد على مصر فى منابع النيل، ودول حوض النيل لم تعد عشرة فقط، والحكومة المصرية ليست غائبة عن أهمية ملف المياه، ولا بديل عن استثمار توشكى، ومعظم المستثمرين المصريين غير وطنين لإهمالهم استصلاح أراضى بلدهم، وتوغل الدول وضرورة بناء علاقات مع جنوب السودان حفاظا على الأمن المائى المصرى، والتودد إلى دول حوض النيل لا يعنى مسح جزامهم" كانت هذه أهم الكلمات التى عبر عنها.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم الأربعاء، بقسم العلاقات المائية والرى الحقلى بالمركز حول الإدارة المتكاملة للموارد المائية فى مصر بمناسبة اليوم العالمى للمياه.
وحذر الدكتور ضياء الدين القوصى خبير المياه والرى ووكيل أول وزارة الرى والموارد المائية سابقا من استجداء دول حوض النيل ولكن بالود والعلاقات الاقتصادية وليس بمسح الأحذية، مؤكدا أن مصر لها خصوصية شديدة فى قضية مياه النيل، وأن إدارة المياه بدأت تاريخيا فى مصر منذ عهد الفراعنة، موضحا أنه لولا بناء السد العالى فى الستينيات لكان وضع مصر الآن سيئاً من ناحية الأمن المائى.
وأشاد بجرأة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما أصر على بناء السد فى مصر وليس فى دول المنبع، مما حقق قدرا كبيرا من سيطرة مصر على مواردها المائية.
وأضاف الدكتور القوصى أن دور مصر تضاءل خلال الفترة الماضية بشكل كبير، وأن عدم وصول مصر لدول حوض النيل هو قصور من جانب من فى يده هذا الملف، إلا أن الحكومة المصرية تنبهت لذلك فى محاولة منها لتوطيد علاقتها بدول حوض النيل. باستخدام القوة الناعمة وهى بناء ثقة وعلاقات واستثمارات وتواجد مصرى مما يعطيها قوة ومكانة بهذه الدول.
وعارض القوصى بعض الأساتذة الذين قالوا إن حصة مصر ثابتة من المياه والتى تصل إلى 55 مليار متر مكعب سنويا، موضحا أن هذه الحصة يمكن أن تزيد من خلال الاستفادة من حوض بحر الغزال، والاهتمام بمنخفض القطارة.
وأشار العديد من خبراء المياه إلى أن دول حوض النيل لم تعد 10 دول فقط، بل انضمت إليها الصين وكوريا وتركيا وإسرائيل، وفسر الخبراء ذلك بأن هذه الدول لها استثمارات ضخمة فى مجال استصلاح الأراضى واستثمارها بدول حوض النيل، مما يؤدى إلى استغلال هذه المياه فى دول المنبع وقلة نسبة المياه التى سوف تصل لمصر والسودان.
وانتقد الباحثون تأخر وصول مصر لدول حوض النيل لاستثمار أراضيها، خاصة أن مصر تمتلك قدرات بشرية من المهندسين الزراعيين والرى، وكذلك تمتلك التقاوى والحبوب الزراعية.
وحول عدم إتمام المشروع التى تم الإعلان عنه من قبل باستثمار مصر لمنطقة الجزيرة فى السودان، قال القوصى إن للأسف دور الكثيرين من رجال الأعمال المصريين دور غير وطنى، وأضاف قائلا: "كلنا نأكل ونشرب فى البلد دى وبعد ذلك نقول فلتذهب روما إلى الجحيم".
وانتقد باحثى القومى للبحوث عد استغلال توشكى الاستغلال الأمثل والجيد حتى الآن، بالرغم من التكاليف والمليارات التى تم صرفها عليها، مؤكدين أنه لا يوجد بديل عن الاستثمار بتوشكى.
"بناء السدود فى إثيوبيا ليس له تأثير يخوف" كانت هذه كلمات القوصى حول خطورة بناء السدود فى دول حوض النيل فى المنبع، لكنه أضاف محذرا من أن إثيوبيا تقوم بعرض مساحات هائلة من أراضيها لاستثمارها وزراعتها، مما سوف يقلل كمية المياه التى سوف تصل إلى مصر.
وأشار الدكتور القوصى إلى أن مصر تحاول بناء علاقات جيدة مع جنوب السودان، لضمان استقرار حصة مصر وأمنها المائى خلال الفترة الماضية.
وأنهى القوصى حديثه قائلا بأن إسرائيل هدفها أن تنكد علينا فى دول حوض النيل.. طيب ما ننكد عليها إحنا كمان" فى إشارة منه إلى توغلها فى إثيوبيا وعمل علاقات اقتصادية واستثمارية معها، وأضاف مستنكرا أن ضد نظرية المؤامرة فلابد أن ندرك أن إسرائيل تريد مصلحتها أولا وهو ما دفعها إلى الاستثمار فى حوض النيل، وتساءل مستنكرا كنا فين قبل ما تدخل إسرائيل لهذه الدول.
خلال الاحتفال باليوم العالمى للمياه..
خبراء المياه: توغل إسرائيل فى إثيوبيا يضر بأمن مصر المائى.. وبناء علاقات مع دول حوض النيل لا يعنى مسح أحذيتهم.. وتأخر وصول الحكومة لهذه الدول قصور من مسؤلى ملف المياه
الأربعاء، 24 مارس 2010 07:22 م