أكد الدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشلاق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، أن هناك خمسة سيناريوهات لحل الملف النووى الإيرانى، وهى نزول أحد الطرفين (الأمريكى – الإيرانى) على إرادة الآخر، بمعنى قبول الولايات المتحدة لامتلاك إيران لأسلحة نووية بهدف خلق نوع من التوازن فى المنطقة، خاصة مع امتلاك كل من الصين والهند وباكستان لسلاح نووى، أو العكس بتخلى إيران عن برنامجها النووى وهو ما استبعده اللباد.
وأضاف خلال الجلسة الأولى من مؤتمر (مستقبل الدور الإقليمى الإيرانى فى ضوء التحديات الداخلية والخارجية) والذى نظمه المركز الدولى للدراسات المستقبلية والإستراتيجية صباح اليوم، أن السيناريو الثانى هو عدم قيام واشنطن بفعل جدى تجاه البرنامج النووى الإيرانى، ثالثاً فرض عقوبات اقتصادية على النظام الإيرانى بهدف تغيير السياسة الإيرانية فى التفاوض حول برنامجها النووى وليس بهدف العقوبة فى حد ذاتها.
رابعاً قيام الولايات المتحدة الأمريكية بضرب منشآت النووية الإيرانية عسكرياً، وعلى الرغم من أنه احتمال قائم وتفوق سلاح الطيران الجوى الأمريكى، إلا أنه احتمال بعيد بسبب امتلاك إيران لأدوات ردع من شأنها أن تسبب خسائر كبيرة لأمريكا منها، قدرتها على إغلاق مضيق هرمز الذى يمر منه ما يقرب من 60% من إنتاج البترول فى العالم وفى تلك الحالة سيرتفع سعر البرميل إلى 250 دولاراً، كذلك امتلاك إيران لأسلحة دفاعية متطورة كصواريخ أرض جو، خامساً محاولة تغيير النظام الداخلى الإيرانى، والذى أنعش الأمل فى هذا الافتراض هو المظاهرات التى قامت بها المعارضه الإيرانية عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
واختلف معه د.يسرى أبو شادى رئيس قسم الضمانات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبير مفتشيها فيما يتعلق برفض إيران للعرض الأمريكى المقدم لها فى مفاوضات جنيف وفينا، كذلك افتراضية أن الولايات المتحدة ستسمح لإيران باستكمال برنامجها النووى لخلق نوع من التوازن فى المنطقة، مؤكداً على أن أمريكا لن تعرض حليفتها إسرائيل لخطر دولة نووية بجانبها كإيران، وأن إيران مطبق عليها بالفعل من سنوات عدد من العقوبات وأن ما تتم دراسته الآن هو فرض عقوبات جديدة عليها.
وأضاف أن إيران تمتلك العديد من الموارد التى تمكنها من استكمال برنامجها النووى كالمناجم ومصانع معالجة الوقود الخام لتحويله إلى يورانيوم مع ملاحظة أن الاحتياطى لديها غير كافٍ وتحتاج لاستيراده، بالإضافة إلى المفاعلات، مشيراً إلى أن إيران تمتلك بالفعل 2200 كجم من اليورانيوم منخفض التخصيب، مما يكفى لإنتاج رأس نووى واحد، وأن أمامها من عام إلى عامين لإنتاج قنبلة ذرية.
واللافت للنظر بناء إيران لمفاعل نووى شبيه بمفاعلين ديمونة بإسرائيل وسيروس بالهند اللذين أنتجا قنابل نووية، مؤكداً صعوبة ضرب إسرائيل للمفاعلات الإيرانية لاحتمالية شبه مؤكدة لوجود شبكة من مصانع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، وبالنسبة للوكالة النووية للطاقة الذرية قال أبو شادى إن الوكالة للأسف اعتمدت على تقرير للمخابرات الأمريكية زعم دون أدلة حقيقية سعى إيران لامتلاك قنبلة نووية، حيث أقرت الوكالة هذه المزاعم ووضعتها فى تقريرها.
وأسف أبو شادى على عدم امتلاك دولة عربية واحدة لمفاعل نووى، باستثناء الإمارات التى وقعت مؤخراً اتفاقية مع الوكالة لإنشاء 4 مفاعلات نووية.
فى ندوة اليوم..
خبراء: أمريكا ستوافق على برنامج إيران النووى للتوازن بالمنطقة
الأربعاء، 24 مارس 2010 04:11 م