رصدت الصحف البريطانية الصادرة اليوم، التوتر القائم بين بريطانيا وإسرائيل بعد قيام الأولى بطرد أحد دبلوماسيى الأخيرة لتورطه فى مسألة استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة فى عملية اغتيال الموساد للقيادى بحركة حماس محمود المبحوح فى دبى، وأشارت هذه الصحف إلى البيان الذى أدلى به وزير الخارجية ديفيد ميليباند الذى كان بمثابة اتهام رسمى من بريطانيا لإسرائيل بالتورط فى اغتيال مبحوح، وأشارت كذلك إلى تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية التى عبر فيها عن أسفه لما قامت به بريطانيا.
ففى صحيفة الجارديان، علق الكاتب سيمون تسيدال على هذه المسألة، وقال إن طرد الدبلوماسى الإسرائيلى يمثل صفعة جديدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو فى الوقت الذى كان يحاول فيه الخروج من أزمته مع واشنطن، ورغم ذلك يرى الكاتب أن نتانياهو لن يتراجع أمام الضغوط الدولية المفروضة عليه.
ويمضى الكاتب فى القول، إن اللكمات تنهال على نتانياهو من كل الاتجاهات، سواء من إدارة أوباما التى أدانت رسمياً الخطط الاستيطانية اليهودية فى القدس الشرقية، ومن اللجنة الرباعية الدولية التى حددت موعد نهائياً أربعة وعشرين شهراً للتوصل إلى حل الدولتين، هذا إلى جانب الضربة الأخيرة التى وجهتها له بريطانيا بطرد السفير الإسرائيلى.
وأشار الكاتب إلى أن الضربات المتكررة التى يتعرض لها نتانياهو قد أثارت القلق من كثرة الانتقادات التى يتعرض لها، ولفت إلى أن افتتاحية صحيفة جيروزالم بوست أعربت عن القلق من هذه الانتقادات التى ستؤدى إلى مزيد من التعنت والعنف.
وأما صحيفة التليجراف، فقالت فى تحليل كتبه كون كولين، إن هذا القرار يمثل تدهوراً جديداً فى العلاقات بين لندن وتل أبيب، ويقول الكاتب إن الموساد الإسرائيلى كان يتمتع بعلاقة بناءة ومشاركة المعلومات مع جهاز المخابرات البريطانية السرية قبل اندلاع الخلاف الدبلوماسى بشأن استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة فى عملية اغتيال المبحوح.
ويضيف الكاتب، أن كبار مسئولى المخابرات الإسرائيلية كانوا فخورين بهذه الشراكة الاستراتيجية، التى تأسست مع نظرائهم البريطانيين فى مجال مواجهة التحديات الأمنية العالمية التى يفرضها البرنامج النووى الإيرانى، إلا أن هذه العلاقة توترت الآن بسبب التحقيقات التى تجريها بريطانيا حول استخدام 15 جواز سفر بريطانى مزور فى اغتيال المبحوح، بينما يواصل المسئولون الإسرائيليون سياسة الغموض المتعمدة بعدم التعليق عن العمليات الاستخباراتية التى تتم فى الخارج، وهناك قليل من الشك فى وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الضربة الإسرائيلية للمبحوح قد أمر بها شخصياً القائد العسكرى السابق الجنرال مائير داجان الذى يترأس الآن جهاز الموساد.
ويوضح كولين أن مستقبل داجان سيكون الآن مسألة خاضعة للنقاش المكثف فى إسرائيل بعد قرار بريطانيا بتخفيض مستوى التعاون مع الموساد، خاصة أنه من غير المرجح أن تكون هناك إعادة تقارب فى ظل استمرار السياسة الحالية للحكومة الإسرائيلية القائمة على عدم التعاون.
صحيفة الإندبندنت اهتمت بدورها بالتعليق على قرار بريطانيا فى افتتاحيتها تحت عنوان "ميليباند يبدى انزعاجه"، وقالت، إن مسألة الطرد الدبلوماسى غير معتادة، لكنها نادرة بين الأصدقاء والحلفاء وهو ما يجعل طرد بريطانيا لدبلوماسى إسرائيلى أمراً استثنائياً بين البلدين.
وحتى عندما يحدث خلاف بين الدول الأصدقاء، فإنهم يحاولون الحد من الضرر بالموافقة على عدم الإعلان عن الترحيلات الدبلوماسية، إلا أن الحكومة البريطانية أردات بوضوح أن تعبر عن إنزعاجها من إسرائيل والإعلان عن ذلك وتوضيح موقفها للرأى العام الإسرائيلى، وهذا ما يفسر جزئياً الكشف الاستثنائى عن موقف بريطانيا.
وتمضى الصحيفة فى القول، إن فضيحة الدولة الصديقة الديمقراطية، كما أكد وزير الخارجية البريطانى ديفيد ميليباند فى بيانه أمس تم الإعداد لها كى تستفيد منها بريطانيا بهذه الطريقة، وهو ما لا ينبغى أن يتم التقليل من شأنه، غير أنها ترى أنه ليس من مصلحة الحكومة أو بصفة خاصة وزارة الخارجية التعبير عن غضبها بهذا الشكل الموسع.
واعتبرت الصحيفة، أنه من المنطقى التساؤل عما إذا كان رد فعل الحكومة البريطانى شديد القسوة حتى ولوكانت العلاقات بين البلدين فى أسوأ حالتها بعد الحرب على غزة وتوقف عملية السلام ومذكرة اعتقال قادة إسرائيليين سابقين، واختتمت الإندبندنت افتتاحيتها بالقول، إن حادثة طرد الدبلوماسى الإسرائيلى تبدو عارضاً وليس سبباً للشعور بالضيق.
الصحف البريطانية: طرد دبلوماسى إسرائيلى صفعة لنتانياهو
الأربعاء، 24 مارس 2010 02:17 م
طرد دبلوماسى إسرائيلى صفعة جديدة لنتانياهو