خالد ادريس

أصوات الأموات وأصوات المرضى النفسيين

الأربعاء، 24 مارس 2010 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة وبلا مقدمات ولا أسباب رق قلب الحكومة على المرضى النفسيين، فجأة تذكرت الحكومة أن عليها استخراج بطاقات رقم قومى للحفاظ على حقوقهم، الحكومة التى نسيت حق الشعب فى الحياة من الأساس تذكرت المرضى النفسيين، تعيدهم فجأة إلى الحياة، والأغرب أن الحكومة ترغب فى أن يمارس هؤلاء حقوقهم السياسية، تخيلوا حكومتنا تشجع المرضى النفسيين على المشاركة فى الانتخابات، نسيت حكومتنا أنها كانت السبب فى إحجام الغالبية العظمى من أبناء الشعب عن الخروج للإدلاء بأصواتهم، سياسات التزوير والبلطجة أصابت الناس باليأس وزرعت فى نفوسهم يقين بأن أصواتهم لا قيمة لها، وأن من وردت أسماؤهم فى كشوف بركة الحكومة وتم اعتمادها من أمن الدولة هم الفائزون، هم فقط وليس غيرهم سواء أكانوا حزبا وطنيا أو مستقلين أو معارضة..

القرار الحكومى بخصوص المرضى النفسيين لابد وأن نقف أمامه كثيرا، لأن "الحداية لن ترمى كتاكيت"، ولا يمكن أن يكون ربنا هداها فجأة، صحيح أن الله قادر على كل شىء وأنه يهدى من يشاء متى شاء إلا أن قلب حكومتنا الغليظ لا يمكن أن يرق بهذه السهولة، إلا إذا كان هناك غرض ما، اللى ربى خير من اللى اشترى ونحن أدرى بحكومتنا، عايشين معاها من زمان، وبيننا عشرة طويلة، لذلك نعد أصابعنا إذا سلمنا عليها، ونبحث فى أى قرار لنرى ما وراءه.

كثرة التجارب والضرب على القفا والخوازيق علمتنا الصبر والتفكير، وتدبر كل قرارات الحكومة بعناية، والوقوف أمامها طويلا، ربما تغير الحكومة خططها الانتخابية التى أصبحت مفقوسة، وربما كانت أصوات المرضى النفسيين جزءا من هذه الخطة، فلا فرق بين أصوات الأموات وأصوات المرضى النفسيين، على الأقل الجثث موجودة وبتتحرك، وهذا يفيد تماما إذا كانت هناك رقابة دولية على الانتخابات، مأساة الآلاف من المرضى النفسيين ظلت لسنوات انتهت بفتح المستشفيات لهم وإطلاقهم فى الشوارع، يصارعون الجوع والمرض وينامون مع الحيوانات وفى الخرابات، فلماذا جاء الفرج الآن؟، على العموم الأيام القادمة سوف تكشف كل شىء، عندها سندرك أن كان ربنا هدى الحكومة وصارت ملاكا، أم أن شيطانا جديدا بدأ يخطط للتوريث.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة