كان بعيدا عن الإنسانية..يعتبر الناس عبيدا...خصوصا وإن فقدوا المادة...عبيدا ليس بمعنى العبودية والخضوع لإله أو ما شابه...عبيدا هنا تأتى كعبيد المال والسلطة..
كان متسلطا...يدخل أنفه الكبير فى كل شيء... لا يفهم معنى أن يعنيه ذاك الشىء أو لا...فكل من يعمل عنده ...كل من هو بحاجة إلى نقوده...طبعا النقود التى جمعها من عرق الفقراء والقضية...كل من هو ذاك هو عبد لديه...
أنا أملك أن أقطع عنك قوت يومك...فماذا أنت بفاعل؟ ...أجبنى إن استطعت...تريد لبناتك الموت جوعا... تريد لزوجتك البقاء بلا علاج...تريدين لولديك أن يشحذا لقمة العيش من رجل يمر فى الشارع لا يعطيهما أى اهتمام...أجبنى يا هذا ما أنت بفاعل؟...
يسكت ذاك الذى هو فى حاجة...حاجته تعنى أن يظل صامتا ...أن يدعو الله فى السر والعلن عله يدركه... يشكو ظلم هذا...يشكو ظلم من لم يملك فى زمانه قرشا أحمر...كان جاره شديد الغنى...يعامله بلطف شديد...يعطف عليه... يعطيه مما أعطاه الله...
وماذا فعل هو...جمع مال قارون ...الذى هو فى الأساس مال الله...لله أن يأخذه ويحرمه منه متى شاء...جمع الأموال...احتضنها كما تحتضن الأم وليدها...قبلها قبلات حارة شهية...نام بجانبها...أنجبت له جبن وأنانية...الأولى جعلته يخاف من الفقير والثانية جعلته يخبيء ما فى جعبته لنفسه...
وأتساءل بعد كل هذا...أتصنع نقوده إنسانا...من هم أولئك العبيد الذين يتكبر عليهم...أليسوا فى نظر الله أحسن منه...راضين بما أعطاهم وإن كان قليلا...لا ينامون مع النقود...لا ينجبون أولاد زنا...على العكس...ينفقون...يطعمون...يأكلون مما لذ وطاب...لا يخفون ولا يخافون...
يسلكون طرقا آمنة...ينامون الليل...كأطفال تعبو من اللعب طول النهار...يحتضنون أولادهم بحب...لا يحسبون حساب الغد...فهم سعداء اليوم...هم ليسو هو وهو ليس هم...لا يندمون على خير فعلوه...ويندم على كل فلس أحمر دفعه خجلا أمام رجل كبير فى إحدى مؤسسات صنع القرار...
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة