أكد عدد من النقاد على أن الروائى إبراهيم عبد المجيد أسس لرواية ما بعد الحداثة بروايته "فى كل أسبوع يوم جمعة"، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.
قال د.يسرى عبد الله نحن فى زمن نعانى فيه من اهتزاز المعنى، واضطراب القيمة، وهذه اللحظة الراهنة من الصعب القبض عليها روائيًا والكتابة عنها، ولكن إبراهيم عبد المجيد أمسك بها وكتب عنها بامتياز، وقدمها فى روايته بشكل لا يخل بأسس الرواية ولكنه يؤسس لنص ما بعد الحداثة، فالرواية تخلو من الأفكار ولكن هناك تعدد فى الأصوات، ولا يوجد بطل محدد، ولكن البطل الحقيقى هو القارئ، عندما يتلبسه النص بكل ما فيه، فالنص يحمل دلالات كثيرة من المعانى، تتجدد مع كل قراءة جديدة لها.
جاء ذلك خلال الندوة النقدية التى عقدت مساء أمس، بحزب التجمع، لمناقشة رواية "فى كل أسبوع يوم جمعة" للروائى إبراهيم عبد المجيد، وناقشه الناقد الدكتور يسرى عبد الله، والكاتب أسامة عرابى، وحضرت المناقشة زوجة الروائى إبراهيم عبد المجيد والتى رحب بها عبد المجيد وعدد كبير من المثقفين الكبار والشباب.
وأوضح الكاتب أسامة عرابى أن الملحق التصويرى المُضاف فى نهاية الرواية يلعب دور "الكُورَس فى المسرح اليونانى الذى يعلق على الأحداث"، والذى يضيف للحدث، ويقدم صورةً للذات السائلة، مشيرًا إلى أن الذات فى الرواية هى كاشفة وسائلة، وليست عارفة بما يدور فى الرواية.
وأضاف د.يسرى عبد الله قائلاً "إن الملحق فى الرواية يمثل ما تسميه مدارس النقد بالنص المفتوح، الذى يعطى مساحة لتداول ومناقشة الأفكار، دون أن يتدخل فيها الروائى، فتعطينا روايته "أصواتا"، فكل شخصية فى الرواية تقدم صوتها برؤيتها وتجربتها، مما يؤكد أيضًا على عدم وجود نمطية البطل فى الرواية، فكل قارئ للرواية هو بطلها إن رأى نفسه فيها.
وأوضح الكاتب أحمد سعيد، فى مداخلة له، أن أسماء الأشخاص فى الرواية دلالات يمكن الكتابة وتقديم رؤية عنها أيضًا ، فهناك عفوية شديدة تعمل على احتمالية الدلالات وانفتاح الرؤية والتى لا تعطى أى نهاية لأى شخصية فى الرواية.
وردًا على سؤال اليوم السابع حول إمكانية رؤية رواية "فى كل أسبوع يوم جمعة" فيلمًا سينمائيًا، قال إبراهيم عبد المجيد "تلقيت عروضًا كثيرة ولم أجد لها صدى فهى مجرد اقتراحات فقط"، مشيرًا إلى أن "السينما فى مصر أصبحت تعتمد على السيناريو فقط بشكل كبير، فمنذ عشرين عامًا لم تعتمد السينما على الروايات إلا فى ثلاث روايات فقط "عصافير النيل، يعقوبيان، وصياد اليمام".
وقال إبراهيم عبد المجيد "نحن فى مصر لدينا نظام فرعونى، وهو تقسيم الأدباء، وهذا تقسيم خاطئ فكل الأدباء عندما يتقدمون فى العمر يحدثون فجوات كبيرة، وعندما يسألنى القراء لماذا كتبت عن الإنترنت أرى أن هذه الأسئلة أشبه بأسئلة النظام السياسى"، وأضاف "لدىّ قناعة أوجهها للشباب، وهى أننا تعلمنا فى البلاغة أن اللغة هى وعاء الفكر، ولكن الحقيقة أن اللغة وعاء وفكر معًا، فالكاتب الجيد هو الذى يجعل عبارته كما قال النفرى: كلما اتسعت الفكرة ضاقت العبارة".