أعلم أنى بلا وطن
ولأنى مغترب منذ زمن أبحث عن وطن يحمينى عن أرض لى تجمعنى بأصل وجودى
لا أجد يقينا إلا مصر فأنا مصرى وبلا أسباب أفخر دوما أنى مصرى، أجدها فى كل علم ورمز أجدها دوما فى الآفاق وبلا أسباب.
معتاد من الصغر على ترديد نشيدى الوطنى بأعلى الصوت أنادى عليها: بلادى بلادى.. لكِ حبى وفؤادى.. مصر يا أم البلاد.. أنتِ غايتى والمراد.
مازلت اليوم أرددها حشو احتفالات لكنى مازلت أرددها
لكن مهلا يا مصر يا أم البلاد أين مكانك راح زمانك ضيعناكى أم وحدك ضعتى
لا أتذكر شيئا عنكى أبذل جهدى ها أنتى فى مشهدك السابق بالأبيض والأسود كنتى
أتذكرك الآن يا أمى يا مصر قديما ما أحلاكى رائعة أنتى كأميرة قصر رفيعة شأن سارت بين الناس رافعة الرأس أراكى قد غطيت جمالك بحياء خالص يتدلى تحت الوجه عباءة إيثار صنعتها أيدى العالم من حر مكانتك وأرى بين يديكى حقبة علم وتقدم ورقى
ولأنى صغير أركض فرحا أمسك بحنين طرف الثوب خشية أن أفقد أمى فأضيع وحيدا فى الطرقات
وتراءى بين الناس ظلام المجرم سارق أحلام عروبتنا
يتربص لى ولأمى وأنا خائف لا أحتاط لأحميها
لاحت سمة الغدر على جنات الطرق وعاليها
ولأنى لا أحمل بيدى غير لفافة أوراق كنت ضعيفا لا أملك إلا أن أبكى فالوضع مخيف جد مخيف.
حتما لا بد بأن أردع عن أمى الأشرار لم أعلم كيف الإستعمار ولأنى كنت صغيرا أجهل فن التحرير مزقت معالم عفة أمى مزقت الثوب بيدى، لأنى لم أدرك أبدا ما قد كان يصير.
مزقت عباءة حريتها وبدلا أن أحمى أمى حملت على كتفى وصمة عار.
وصرت سخيفا لا أدرك فن الإعمار ضيعت معالم أرضى ضيعت حضارة أمى فانا اليوم لا أعرف غير الإيثار
أمى لا تعلمنى الآن فأنا أتعذب فى بحر لجى من بحثى عنها
لا أجد حديثا يتلى غير الدمع الخالص من قلب مألوم
فأنا أشتاق لأمى مصر
أتذكرنى بين ذراعيها تاهت أفكارى حتى ذابت آلامى أصبحت وليدا لا يعلم من دنيا الناس عذابا أو تأليم
أتعطر برحيق أمومتها تتغنى فى أسماعى حتى أنى أذوب
اشتاق لأمى مصر الأغلى.. أشتاق لأمى التى لا يعلم عنها الحين بشر
أشتاق إلى أسعد أيامى أشتاق لمصر
يا أم الدنيا يا أمى أجيبى ولدك أين مكانك
يا مصر هلمى إلى وطنك قد عاد زمانك
إنى أتغير من أجلك فأنا أدرك كيف أردتِ أن يصبح ولدك فأنا أعرف عنك الغفران
لن أيأس أبدا حتى يأتى نهارك وأعود بلادى لألقاكِ فمكانك يا مصر قوى لن يتبدد مادامت فوق الأرض حياة
لن أغفل عنك بلادي
عودى فأنا انتظرك حتى نحيا وتعودى أمى شامخة وأعود سعيدا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة