قدم د. عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، بحثاً إلى المؤتمر العام السادس والسبعين لمجمع اللغة العربية فى القاهرة، الذى افتتح أعماله صباح أمس، حول موضوع (دور الفصحى فى التعبير عن الهوية العربية من خلال وسائل الإعلام).
وقال التويجرى فى بحثه الذى قدم بالنيابة عنه، إن التأكيد على ضرورة التحرك الممنهج المدروس والمسئول، للنهوض باللغة العربية، ولتصحيح الوضع اللغوى فى ديار العروبة، هو اليوم أمرٌ فى غاية الأهمية، باعتبار أن الهوية العربية الإسلامية باتت مهددة بمخاطر جسيمة، سيترتب عليها ضياع كثير من الحقوق والمكتسبات، فى ظلّ تحديات خارجية عاتية سياسية ولغوية وثقافية واقتصادية، وتخاذل داخلى فى تصحيح الخطأ وتقويم المعوّج ومواجهة التحديات بروح المسئولية وعزيمة الإرادة.
وأعلن الباحث أن قيام وسائل الإعلام العربية بالإسهام فى نشر الثقافة العربية الإسلامية من خلال برامجها المختلفة، إخبارية كانت أو وثائقية أو ترفيهية بلغة عربية فصحى، سيكون له أثر كبير فى تعزيز الهوية العربية وترسيخ مقوماتها فى عقول الشعوب العربية، وتثبيت الاعتزاز بها والعمل على حمايتها والغيرة عليها، وهذا لن يتأتى إلاّ بسياسات إعلامية جادة تمنع التسطيح الثقافى واللغو الفنى والركاكة اللغوية التى نراها سائدة فى العديد من وسائل الإعلام، وبخاصة المرئية منها.
وقال المدير العام للإيسيسكو فى بحثه : «إن المسؤولية هنا تقع فى المقام الأول، على وزارات الإعلام التى من مهامها الإشراف على العمل الإعلامى فى الدول العربية، ولها حق سن التشريعات والتنظيمات والضوابط التى تحكم هذا العمل. فالفوضى الإعلامية الفضائية التى تهيمن على الساحة الإعلامية اليوم، حيث يختلط الغث الكثير بالسمين القليل دون وازع خلقى أو رادع قانونى، هى محضن الانحراف الفكرى والسلوكى، والعامل الأكبر تأثيراً فى إضعاف اللغة العربية وهدم الثقافة العربية الإسلامية وتمزيق الهوية الجامعة لأطراف الأمة».
وأضاف التويجرى: «إن الأمم من حولنا تتفاخر بلغاتها وثقافاتها، وتعمل على حمايتها والتمكين لها فى كل مكان، وحرى بنا ونحن أهل اللغة الجميلة الكريمة والثقافة العظيمة البانية أن نكون فى المقدمة من تلك الأمم لا فى المؤخرة منها والأمل معقود على الغيورين من أبناء الأمة العربية الإسلامية المدافعين عن لغتها وثقافتها وهويتها، فى أن يواصلوا جهودهم المخلصة ويرفعوا أصواتهم بكلمة الحقّ حتى لا تطغى ظلمة الجهل ويرتفع صوت الباطل فى أمة أراد الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس وجعلها شاهدة عليهم».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة