الظاهرة التى تفشت وتوسعت دائرتها وخاصة فى المجتمعات العربية الإسلامية هى هروب الطالب من المدرسة، وهذه الظاهرة من أسباب انطفاء ضوء مصباح هذه الأمة، فقد تضعضع الشباب من قمة العلوم إلى واد أفاعيه الـرذائل، فـقد قلـبـت صفحة كتاب هذه الأمة من الصفحة البيضاء إلى صفحة تداخل بها السواد، من صفحة ملاءتها همة من قبلنا فكان الكتاب عندهم كقطعة ذهب عندنا، كان الكتاب عندهم الشجرة التى تقطف ثمارها لإطعام وإشـباع العقول وحينها تشبع البطون، وتجد صفحتنا ملئت رياحا تطمس معالم التعليم بالنسبة للطالب مع توفر أساليب التعلم وعلى احدث طراز ومع ذلك تجد التنافر بين الطالب والمعلم والكتاب !ولا أدرى ما السبب، ولكنى عندمــا تفكــرت فى أمرهم وجدت عدة أسباب لهذا الهروب:
فأولها: ابتعاد الطلاب عن ساحل الدين، وإنى أرى القرآن مقوم القراءة لأن الارتباط بينهما كبير فهما حبل متصل.
ثانيها: وجود من يعتمد عليه الطلاب من المتعلمين، فأضحى اعتمادنا الكامل على الغرب ولا أقصد عدم الاستعانة ولكن لا نربى أبنائنا على مد اليد للآخر، لأن فيروس هذا الداء غزانا.
ثالثها: وجود فجوة كبيرة بين المدرسة وولاة الأمور فالمدرسة جبل وولاة الأمور جبل وبين الجبلين واد ونسوا أن التواصل جسر الإصلاح .
رابعها: عدم قناعة عند الطالب للتعلم، وذلك لقلة البرامج التى تعلى شأن التعليم وتوصل خريطة تبين أن التعليم عاصمة العلو والارتقاء وعلى هذا تبنى قلاعها.
خامسها: وهذه النقطة من أهم ما نبحث عنه وجود منهجية غير سقيمة يعلم بها المعلم الطالب، لأن أبرز الدواعى لهروب الطالب ما يلقاه من معلمه وفى هذا اخصص لا أعمم.
إن سفينة الطالب التى شراعها صفحات الكتاب لا تبحر فى بحر التعلم إلا عند وجود ما يحركــها ويسيرها إلى جزيرة العلم والفضيلة ومحركها أن نقـلب الأخطاء فى تحريكها إلى إعطاء وأن نعمل عكس الأسباب الداعية لهروبهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة