مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل السبات العميق الذى نغرق فيه، عربدت إسرائيل فى دول حوض النيل وشجعت دول المنبع على إقامة السدود بهدف التأثير على حصة مصر من مياه النيل وقد نجحت إلى حد كبير ولم نتحرك ألا بعد فوات الأوان.
وتدرس إسرائيل منذ عام 2006 أقامة قناة البحرين لتربط بين البحرين الأحمر والميت لخلق قناة بديلة تضرب قناة السويس فى مقتل وتستأثر بالنقل البحرى فى منطقة تعتبر ملتقى لقارات العالم والعجيب والغريب أن البنك الدولى رصد 1.25 مليار دولار لإجراء الدراسات البيئية للمشروع منذ يونيو الماضى وسيقوم بتمويل المشروع بمبلغ 20 مليار دولار أمريكى.
والذى لا يعرفه المسئولون فى مصر الذين ينامون فى سبات عميق أن هناك العديد من المخاطر البيئية والجيولوجية التى ستتعرض لها المنطقة وأخطرها الزلازل المدمرة التى ستأتى على الأخضر واليابس خاصة وأن منطقة البحر الأحمر تقع داخل حزام الزلازل النشطة ناهيك عن أن البحر الميت يقع فى أدنى منطقة فى العالم حيث ينخفض منسوب البحر الميت عن منسوب البحر الأحمر بحوالى 400 متر وهذا سيؤى إلى تسرب مياه البحر الميت بعد أرتفاع منسوبه بعد ضخ كميات كبيرة من مياة البحر الأحمر به إلى المياه الجوفية فى كافة دول المنطقة وسيؤدى إلى تغير خواصها لتتحول إلى مياه مالحة بعد أن كانت عذبة مما سيقضى على كافة الزراعات التى تعتمد على المياة الجوفية فى مصر وفلسطين والأردن.
والمشروع تقوم بتنفيذه كل من إسرائيل والأردن وفلسطين ولا يخفى على أحد أن الكلمة العليا فى المشروع لإسرائيل وأنها ستحصل على نصيب الأسد وذلك برعاية البنك الدولى لضخ 9 مليارات متر مكعب سنويا من مياه خليج العقبة إلى البحر الميت لإعادة مستواه وحمايته من الاختفاء ولتحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء وبالطبع هذه هى الأسباب المعلنة من قبل إسرائيل.
كما لا يخفى على أحد أن المشروع له أبعاد خفية أخطر بكثير مما هو معلن وظاهر للعميان بل قد يكون هذا المشروع أخطر من الترسانة النووية الإسرائيلية التى تعربد فى كافة دول المنطقة بفضلها، حيث يدخل ضمن حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات خاصة وأن فكرة إنشاء قناة البحرين ترجع إلى بدايات القرن التاسع عشر حين طرحها تيودورهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية العالمية وقد سبق وعرضها فى كتابه أرض الميعاد الصادر عام 1902 وكان متحمسا جدا لها.
ومن المعروف أن إسرائيل تفعل كل ما يحلو لها وتعيث فى الأرض فسادا وتضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن لأن الفيتو الأمريكى جاهز ومعد مسبقا لحمايتها وإزالة أى معوقات دولية تقف فى وجه الثعلب الإسرائيلى فى ظل حماية ورعاية ومباركة الأسد الأمريكى.
ومما يدعو للحسرة والندامة أن المسئولين المصريين ودن من طين وأخرى من عجين، حيث يكتفى وزيرنا الهمام نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى بالمتابعة وتشكيل اللجنة القومية للبحار للدراسة، والغريب أن اللجنة أوصت فى تقريرها المبدئى بإجراء دراسة معمقة وتفصيلية أى منذ عام 2006 ونحن ندرس وأسفرت الدراسة عن ضرورة إجراء دراسة أخرى تستغرق أربع سنوات أخرى وأعتقد أنه خلال هذه السنوات ستكون إسرائيل قد انتهت من تنفيذ على الأقل المرحلة الأولى من المشروع.
والذى يبعث على الاكتئاب ويغلق أبواب الأمل فى تحرك مصرى سريع لتجنب أخطار المشروع أنه عندما تم مناقشة المشروع فى مجلس الشورى قالوا سنتخذ كل الإجراءات القانونية ووصل سقف طموحهم إلى اللجوء إلى مجلس الأمن.
والسؤال الذى يطرح نفسه هل سيأخذ مجلس الأمن برأى مصر فى ظل الرعاية الأمريكية السافرة لأسرائيل.. طبعا هذا كلام غير معقول.
وهل يعقل أن نصدق أن اسرائيل تسعى لإنقاذ البحر الميت لمجرد زيادة حصتها من المياه الصالحة للشرب وإنقاذ البحر الميت من الاندثار أم أن هناك أهدافاً أخرى خفية أولها تحويل الملاحة من قناة السويس إلى قناة البحرين بعد تنفيذ المرحلة الأخيرة وتوصيل البحر الميت بالبحر المتوسط.
كما أن رفع منسوب المياه بالبحر الميت سيؤدى إلى غرق الآلاف من الأفدنة فى الأرن وفلسطين ناهيك عن تنشيط حركة السياحة فى إسرائيل وإقامة الآلاف من المنتجعات السياحية لضرب السياحة بسيناء والبحر الأحمرفى مقتل.
وكعادتنا الذكية لا نتحرك الا بعد فوات الأوان ونظل ندفن رؤوسنا فى الرمال كالنعام ولا نحرك ساكنا إلا بعد وقوع الكارثة وحرائق القطارات والمسارح وانهيار العمارات فوق رؤوس السكان خير شاهد على ذلك وساعتها نسمع ونرى ونقرأ التصريحات العنترية والوردية التى تؤكد أنه تم احتواء الموقف وأنه لن يتكرر فى المستقبل وبعدها بساعات نستيقظ
على كارثة أكثر شراسة.
• مساعد مدير تحرير الأهرام المسائى
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة