محمد حمدى

على شيخ الأزهر أن يستقيل!

الإثنين، 22 مارس 2010 12:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت باهتمام بالغ وقائع المؤتمر الصحفى الذى عقده شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أول أمس، ثم الحوار الذى أجراه مع محمود سعد فى برنامج مصر النهاردة مساء نفس اليوم، وخرجت بعدة ملاحظات إيجابية من الحديثين، وإن بدا الشيخ غير مقنع فى حكاية عضويته فى الحزب الوطنى الحاكم.

فى المؤتمر الصحفى قال الإمام إنه لا تعارض بين عضويته فى الحزب الوطنى، ومنصب شيخ الأزهر، والأهم أن الأزهر ليس مؤسسة سياسية أو حزبية، وفى مصر النهارده رفض الحديث عن هذه العضوية، لكنه أعاد تأكيد فكرة عدم التعارض بين منصب شيخ الأزهر، وعضويته فى أى حزب لأن هذا كما قال ليس من الأمور الشرعية المحرمة، ومن حق شيخ الأزهر كأى مواطن أن يكون له آراء وانتماءات سياسية.

والحقيقة أن كلام الإمام لا يبدو مقنعا، وأعتقد أن على الشيخ الطيب الاستقالة من عضوية الحزب الوطنى، لعدة أسباب منها أن روحية هذا المنصب، تجعل من صاحبه بمثابة المرجعية الدينية لكل المسلمين السنة فى العالم، وهى تستدعى بالضروة ألا يكون متحزبا، أى منتمى أو عضو فى حزب سياسى.

ومعروف أن الدكتور الطيب حينما كان رئيسا لجامعة الأزهر اختاره الرئيس مبارك بصفته رئيسا للحزب الوطنى عضوا فى المكتب السياسى للحزب، وهى أعلى هيئة داخل الوطنى، حتى وإن كانت شرفية وبلا صلاحيات تقريبا.. لذلك لا يجوز فى اعتقادى لإمام المسلمين أن يكون عضوا فى الحزب، ويشارك فى اجتماعاته، ويأتى فى الترتيب الحزبى بعد رئيس الحزب وأمينه العام وهلم جر.

ثم أن عضوية الطيب فى الحزب وفى منصب قيادى بالمكتب السياسى تجعله ملتزما بسياسة الوطنى، مدافعا عنها إذا اقتضت الضرورة ذلك، وهو أمر لا يجوز لشيخ الأزهر القيام به، ولا الانخراط فى الجدل الحزبى، والتباينات السياسة والخلافات الحزبية التى تصل إلى حد تقطيع الهدوم.

بكل تأكيد أحترم شيخ الأزهر الشخص والمكانة، ورأيت فى الكثير من كلامه استنارة، خاصة عدم قياس كل أمورنا الحياتية بمقياس الحلال والحرام، وحين سئل عن موضوع النقاب، قال كما قال شيخ الأزهر الراحل الدكتور سيد طنطاوى، إنه عادة لا عبادة، وبالتالى لايخضع للحرام والحلال، مشددا على أن الحلال بيّن والحرام بيّن، وليس مطلوبا منا تحليل أو تحريم المباحات.

ولست ضد أن يكون شيخ الأزهر له رأيه فى أمور السياسة والحياة العامة، فهو فى النهاية مواطن يكفل له الدستور حقوق المواطنة كافة، ويرتب عليه أيضا واجبات هذه المواطنة، ولست ضد أن يذهب شيخ الأزهر ليدلى بصوته فى الانتخابات العامة كيفما يرى بعقله أو يميل بقلبه، لكن فى النهاية لشيخ الأزهر مكانة روحية كبيرة يستمدها من المؤسسة الدينية التى يترأسها، ويجب أن تبقى هذه المؤسسة بعيدة عن السياسة، بعيدة عن الأحزاب.. لذلك على شيخ الأزهر الاستقال من عضوية الحزب الوطنى.. ليبقى ما لقيصر لقيصر.. وما لله لله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة