بعد أن تهاوت أحلام العرب والمسلمين فى توحيد الفصائل الفلسطينيةعلى قلب وهدف واحد تصاعدت الأحداث وأتت بما يسوء النفس وذلك عندما بدأت إسرائيل بضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح لهيئة الآثار اليهودية والتى تبعتها تهديدات المتطرفين اليهود باقتحام المسجد الأقصى والذى تضع إسرائيل له صورا فى جميع المكاتب السياحية بكل دول العالم مكتوباً عليها "تفضل بزيارة إسرائيل" وكأنها تعلن للعالم بأن هذا الأثر هو يهودى إسرائيلى وليس عربيا إسلاميا وكأن إسرائيل تمهد لما سوف تقوم به وتقدم عليه لا محالة، وهو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.. وكأنها أولا ترصد رد الفعل العربى والإسلامى والذى تعلم جيدا بأنه لن يزيد عن المعتاد من شجب وإدانة وتبادل الاتهامات بين العرب والفصائل.
وزاد الطين بلة ما أعلنه نتانياهو عن بناء عدد جديد من المستوطنات بالقدس الشرقية وكأنه هذه المرة يقيس رد الفعل العالمى ويضع السياسة الإسرائيلية أمام محك حقيقى... وكالمعتاد لم ينطق العرب الذين لم ولن يستطيعوا أن يجتمعوا مكتملين بقمة ليبيا كاملى العدد أو بدون خلافاتهم.
أما الأم الكبيرة والقلب الرءوم لإسرائيل (الولايات المتحدة) فقد رفعت حاجبها الأيسر لطفلها المدلل وعضت على شفتيها معلنة عدم رضائها عن بناء المستوطنات.. وعلى الفور ظهرت بركات اللوبى الصهيونى الذى قرص أذن أوباما الذى أعلن على الفور بأن الولايات المتحدة وإسرائيل أصدقاء وقد يختلف الأصدقاء وهو بذلك قد قدم المصالحة والترضية لطفله المدلل وأغمض عينيه كى لا يرى ما تفعله إسرائيل لتتهاوى أسطورة أوباما ويسقط قناع الترضية المزيف للغرب والمسلمين.
ولكن الطامة الكبرى أن إخواننا الفلسطينيين أحيانا يكونون هم اليد الحانية على إسرائيل فقد أعطوها المبرر لأعمالها الإجرامية بعدما أطلق صاروخ من غزة لم يقتل إلا عاملا أجنبيا وكانت النتيجة غارات متتابعة على غزة وحصار للقدس والأقصى والضفة الغربية.. وبين يوم وليلة تغيرت الصورة الإسرائيلية وأصبحت فى خندق المدافع عن نفسه غير البادئ بالعدوان، وينسى العالم مصائبها وإجرامها واغتيالها المبحوح بالإمارات.
وأرى أن الفصائل لو تناست أزماتها المفتعلة وركزت فقط فى انتفاضة حجارة بيد الصغار لأدبوا إسرائيل.
هكذا تسارعت الأحداث ولا يدرى أحد إلى أين تذهب بنا إسرائيل، أعتقد للصدام الذى لابد منه...
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة