مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عم مساءً يا سيدى الدكتاتور
لا بد أنك حزين
لأن السفن التى جاءت لأجلك
تقف الآن
فى منتصف الطريق
أعلم أنك غاضب بعض الشىء
وأن سنواتك التسعين لم تكتمل بعد
وكنت تحلم
لو أن فائزاً واحداً بنوبل
كان بمقدوره صهر الأوسمة العديدة التى على صدرك
لجعلها أنبوبًا
يطيل الحياة
لكنك لا تعلم كم الجماهير التى أحبتك
وخرجت بالزهور لوداعك
ولو أنك رأيتهم
لتوقفت عن التلويح من النافذة منذ زمن
ونزلت تطرق الأرض بأقدامك
فربما منحتك قلوبهم القاسية
رائحة المغفرة
ما بين الميناء والبيت
سبعون خطوة
يلزم لقطعها سبعون ألف رأس
وجملة من الجثث النافقة
لكنها جميعاً
لا تشبع شهية الربان الذى
أنتظر فى المحيط سنوات
كى يجىء من أجلك
لا تخف يا صاحبى
فعيون الفلاحين المطموسة بالرمد
وأجسادهم التى جفت على عودها
لم تعد قادرة على الحقد
وجميعها مليئة بأمراض الكلى والسرطان والكبد
جميعهم مصابون بالزهايمر
وضيق التنفس
ولن يعرفوك حين تمر
بغير زيك الرسمى
من بينهم
يمكنك أن تقف الآن أمام الشاشة
غاضباً
لتعلن أنك لن تذهب
يمكنك أن تطلب من رجالك
عمل مسرحية جديدة
تليق بعجوز لا يحب المشى على الصراط
ويمكنك أيضاً
أن تدخن حجراً من التفاح
وتقصف جريدة فى وجه رجل غامض
وتزحف نحو الميناء فى فخر
لأنك الذى قررت الرحيل
سنعد ذلك قراراً استثنائياً
سننفخ فى البوق من أجله
ونمكث عدة سنوات حداداً
لا نرفع علماً
ولا نهنئ امرأة على ولادتها
لكننا
سنطبخ نشيداً خالداً
يليق بجلوسك على المركب
عم وداعاً
لأننا
لا نحب غير الأقدام التى عفرها التراب
والوجوه التى لوحتها الشمس
وسقطت من أذهاننا برفق
فى دفتر الحضور والغياب
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة