أكرم القصاص - علا الشافعي

بسمه موسى

باقة ورد إلى أمى

الأحد، 21 مارس 2010 07:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم 21 مارس ملىء بالمناسابات والأعياد فهو يوم الاعتدال الربيعى، أى بداية الربيع حيث تتفتح الأزهار وتنمو الأشجار وتغرد البلابل. وهو أيضا عيد الأم الذى عرف فى العديد من دول العالم، وعادة ما كانت تقدم الهدايا للأمهات فى هذا اليوم. وطرحت فيه أيضا فكرة يوم الأرض الأم الكبيرة التى تحتوينا بتعددنا وتنوعنا نحن البشر.

تحتفل عدد من البلدان فى العالم بعيد الأم فى أيام مختلفة من السنة وكان هذا اليوم قد ابتدع من يوم كان مخصصا لعبادة الأم فى عصر الرومان وهو لتكريم أم كبير آلهة اليونان فى 15 مارس. وقد عقد مثل هذا المهرجان أيضا فى جميع أنحاء آسيا الصغرى. وعادة ما كانت تقدم الهدايا للأمهات فى هذا اليوم.

أما فى مصر فقد نشأت فكرة عيد الأم حين تلقى الصحفى الكبير المصرى الراحل مصطفى أمين رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، و نكرانهم للجميل.. ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين فى مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا فى الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً.

طرح مصطفى أمين فى مقاله اليومى 'فكرة' عن إقامة احتفال للأم قائلا: لم لانتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه 'يوم الأم'، يكون بمثابة يوم لرد الجميل والتذكير بفضلها، ونجعله عيدا قوميا فى بلادنا وبلاد الشرق.. وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يعبرون عن مشاعرهم الحلوة تجاهها، لماذا لا نشجع الأطفال فى هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة. ويتولون هم فى هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، وطرح سؤال للقراء لاختيار يوم فى السنة ليكون 'عيدا للأم؟

وبعد نشر المقال بجريدة 'الأخبار' انهالت الخطابات تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، واختار القراء تحديدا يوم 21 مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير و تفتح المشاعر الجميلة. وخرج إلى النور هذا العيد فى 21 مارس 1956م وبعدها خرجت الفكرة من مصر وانتشرت فى بعض دول الشرق الاوسط. تحية إعزاز وإكبار إلى روح الكاتب الراحل مصطفى أمين.

إلى أغلى ما فى الوجود أمى التى حملتنى وهنا على وهن وعلمتنى حب الناس وعلمتنى كيف اخدم اهلى بلدى وناسى، وجعلتنى أتسامح مع كل من حولى وعلمتنى أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمفرده، بل يتعاون الجميع للوصول لحياة أفضل. إليها أهدى باقة من الورد البلدى الأحمر والوردى ذى الرائحة العطرة الجميلة والذى تعشقه لأنه من أرض مصر الغالية. إلى كل أم سهرت الليالى تربى وتتعب وتلقن اطفالها الفضائل والآداب فالأم هى المربية الاولى للبشرية.

وإلى أمى الكبيرة مصر التى هى ليست فقط وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا، إلى مصر التى أعشق حبات رمالها وسمائها وبحارها وجبالها وصحرائها وازهارها وخيرات ارضها ونيلها الذى يروينا منذ آلاف السنين. أمى وطنى الغالى الذى أمضيت فيه أحلى سنوات طفولتى وشببت وترعرعت على تقاليده الجميلة وسط شعب يتسم بالمحبة والكرم، وطنى الذى أحلم أن يكون أعظم وطن، أتمنى له الرفعة والتقدم إلى الأمام. إليه أقدم باقة ورد مختلفة الألوان والأشكال والرائحة فالجمال فى التنوع والتعدد.

إلى أمى الكبيرة الأرض التى تحتوينا جميعا بكل أجناسنا وأعراقنا ولغاتنا وآلواننا وأطيافنا وأدياننا وعقائدنا، والتى تذكرنا دائما بأننا أثمار شجرة واحدة واوراق غصن واحد، فتحية إلى أمنا الكبيرة الأرض. أتمنى أن يشفق بك أهل الأرض وأن تزول الحروب وأن يتبدل حزنك بالسرور وأن تخضر كل صحاريك وأن تعمر أراضيك وأن يرفع الإنسان كل أسباب التلوث من سمائك ومياهك وهوائك. إليك أهدى باقة من فل وورد وياسمين وأجمل الرياحين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة