فورين بوليسى ترصد أزمة العنوسة فى المجتمع المصرى

السبت، 20 مارس 2010 07:24 م
فورين بوليسى ترصد أزمة العنوسة فى المجتمع المصرى فورين بوليسى ترصد أزمة العنوسة فى المجتمع المصرى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشارت مجلة فورين بوليسى إلى دعوة الكاتب الكبير فكرى أباظة منذ 70 عاما للعزوبية خلال محاضرة ألقاها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتى أصبحت فى اليوم التالى حديث المدينة ورمزا للجدل الذى ثار أوائل القرن العشرين حول الزيادة المفرطة فى عدد العزاب، كما تذكر حنان خلوصى الأستاذ بالجامعة الأمريكية فى كتابها "للأفضل وللأسوأ: أزمة الزواج التى شكلت مصر الحديثة".

حيث ترى المجلة الأمريكية، أن هذا الجدل قد يتوازى مع ما يجرى فى مصر الآن، حيث تلوح أزمة زواج فى الأفق، أحد مظاهرها ارتفاع عدد "العوانس".

تشير فورين بوليسى إلى غادة عبد العال، الصيدلانية التى تبلغ من العمر 27 عاما، وهى إحدى هؤلاء الذين يطلق عليهم المجتمع عانس، تكتب على المدونة الخاصة بها فى صيف 2006، "أنا عاوزة أتجوز". وهذا هو نوع من الكوميديا التراجيدية للضغط المتواصل الذى تشعر به المرأة غير المتزوجة. فنظرات الجيران الخبيثة ورثاء الأقارب لفشل عبد العالم فى الارتباط جعل عبد العال تمل، لتقوم بعمل مدونة تسخر من هؤلاء الناس الذين يلقون بالمسئولية على الفتاة التى لم ترتبط ويرون أن العيب فيها. فالمدونة مضحكة للغاية وتصور أفكار المجتمع عن الفتاة التى لم تتزوج والذى يحاول طوال الوقت أن يقنع الفتاة أنه لا يوجد نجاح فى أى مجال يمكن أن يحل محل الزواج".

وتقول المجلة إن مدونة عبد العال تمثل دفاعا جريئا عن المرأة غير المتزوجة، فى وقت يزداد فيه تركيز القلق العام على هذه الفئة. فمؤخرا، صدرت إحصائات رسمية تسببت فى غضب بسبب إعلانها عن وجود 13 مليون رجل وسيدة عازبين فى مصر، مقارنة بـ9 ملايين من قبل. ما دفع المسئولون يتراجعون عن الرقم إلى بضعة مئات الآلاف فقط. وبغض النظر عن الأرقام، فإن السياسيين والرأى العام يحاولون إخفاء فكرة أن العنوسة تنتشر بين الرجال والنساء.

وتضيف المجلة، بالتأكيد، لقد تأخر سن الزواج بالنسبة للرجال والنساء عبر المنطقة بشكل عام، بل أن فى بعض البلدان وفى ظل ظروف اقتصادية اجتماعية معينه لا يتزوجون على الإطلاق. ولازال من الصعب تقدير الحجم الحقيقى لهذه الظاهرة. ولا تقدم خلوصى فى كتابها أرقاما عن حالات الزواج بمصر أوائل القرن العشرين. ولكنها ترى أن الأزمة كانت أكبر مما يمكن تصورها، وترى أن النقاش يوفر نافذة رائعة داخل تشكيل الهوية الوطنية والرؤى الحديثة للزواج.

وتوضح خلوصى فى كتابها، كيف أن الطبقة الوسطى الصغيرة المتعلمة الصاعدة بمصر تنظر للزواج على أنه نقطة محورية لمناقشة أوسع حول المشكلات الاقتصادية، والتغيرات الثقافية والمطالب السياسية. ففى العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين عانى الاقتصاد المصرى من سلسلة من الأزمات وهو ما دفع أباظة وكثيرون للإعلان عن عدم قدرتهم تحمل نفقات الزواج.

وتتحدث خلوصى عن نفقات الزواج فى بلد تزداد فيها البطالة وتقل الأجور، مما يشكل حجر عثرة كبير. ووفقا لنتائج أحد الدراسات، فإن الزواج فى مصر أواخر التسعينيات كان يتكلف حوالى ستة الآلاف دولار وهو ما يزيد بأربعة أضعاف عن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى. وتقول فورين بوليسى، اليوم، جيل كامل من الشباب المصرى هو فى طى النسيان، ينتظر لجمع الأموال اللازمة لعقد الزواج.

ويخشى المراقبون اليوم من تأخير سن الزواج، إذ يعتبرونه قنبلة إجتماعية موقوتة، فهو يرتبط بالكثير من الظواهر مثل زيادة حوادث التحرش الجنس وزيادة التدين.

وتبين خلوصى فى كتابها كيف أنه خلال العشرينيات والثلاثنيات جادل الكثيرون بأن تغريب المرأة المصرية هو السبب الحقيقى وراء أزمة الزواج. اليوم، هناك الكثير من المصريين المحافظين المستعدين لتقييم سبب أزمة الزواج، بأن البنات الآن لا يبدون مهتمين بالزواج وتكوين أسرة، بالإضافة إلى مطالبتهم المساواة بالرجل فى المهن العليا.

وتشير خلوصى إلى أن الهيستريا التى تسود المجتمع حول ارتفاع عدد العوانس، هى نتاج جذور القلق العميق من أدوار المرأة الجديدة ومطالبها.

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة