شهدت جلسات مؤتمر الإصلاح العربى السابع الذى يعقد بمكتبة الإسكندرية فى الفترة من 1-3 مارس تحت عنوان "عالم يتشكل.. أين دور العرب؟" مشاحنات ساخنة، حيث انتقد الدكتور سعيد عبد الله حارب من الإمارات غياب الدور المحورى للدول العربية المؤهلة للقيام بهذا الدور مثل مصر والسعودية، خاصة بعد انسحبت مصر من كثير من القضايا العربية والدولية، بعد أن كانت رائدة فى دخول العرب لعدد كبير من البوابات الدولية على مختلف العصور، خاصة قضية العراق وفلسطين التى تحولت من نقطة التقاء إلى نقطة خلاف بين العرب، وذلك بدعوى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد، مما أعطى الفرصة لتدخل قوات أخرى من الخارج كما هو الحال فى السودان.
وأشار حارب إلى اختلاف العرب ومواقفهم المتباينة فى العلاقات مع دول الجوار، أهمها العلاقات مع تركيا وإيران، حيث مازال العالم العربى يبحث عن قطبين يتبع أحدهما بغض النظر عن محاولات الاستقلالية، كما انتقد عدم وجود آلية لعمل المنظمات العربية المشتركة يأتى فى مقدمتها جامعة الدول العربية التى أصبحت عديمة الجدوى وليس لها دور حقيقى.
وتساءل الدكتور يحيى الجمل عن مكانة البحث العلمى من جهة والديمقراطية وسيادة القانون من جهة أخرى فى الدول العربية، واللذين هما قطبى التقدم؟ مستنكر الأوضاع المتردية للدول العربية خاصة فيما يتعلق بتداول السلطة، مستشهدا بإيران التى خلال الـ30 عاما الأخيرة مر عليها 4 رؤساء للدولة فى حين هناك رؤساء لدول عربية تجاوزا الأربعين عاما ومازالوا موجودين، والبعض الآخر يسعى إلى توريث الرئاسة لأنجاله أو وصل الأمر إلى أقاربه من الدرجة الثالثة، وتفرغوا فقط لتوزيع غنائم الفساد.
ورفض على الدين هلال – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة – التشكيك فى وجود انتماء عربى مشيرا إلى أنه بغض النظر عن المشاحنات بين بعض رؤساء الدول العربية والتى تحركها قوى خارجية، إلا أن الدول العربية تجمعها بنية ثقافية مشتركة، لا يمكن التغاضى عن أهميتها، مشيرا إلى أهمية التكامل الثقافى العربى.
وعن التفتيت الداخلى – حذر هلال من خطورة الصراعات الداخلية التى تدور حول "الهوية" سواء كانت دينية أو قومية، فى الدول العربية التى بدأت بعد انتهاء الحرب الباردة فى منتصف التسعينيات والتى هى أخطر من الحروب والاحتلال الذى يقوى روح الوطنية فى الدفاع عن الوطن ومحاولة استرداد أراضية، مشيرا إلى أن الصراعات فى بعض الدول وصلت إلى الحروب الأهلية التى من شأنها أن تفتت أبناء الأرض الواحد.
أما عن الاختراق الخارجى، فأشار هلال إلى أنه يتمثل فى اختراق الولايات المتحدة الأمريكية فى التواجد العسكرى على بعض الأراضى العربية، وبناء قواعد عسكرية فى بعض الدول العربية، حتى وصل الأمر إلى الاحتفال علانية بافتتاح مثل تلك القواعد العسكرية، مشيرا إلى أن مصر تنبهت إلى هذا الأمر ورفضت عرض أمريكى بمراقبة الحدود برا وبحرا على الحدود الشرقية لها بإشراف فنى أمريكى.
وانتقد هلال الطريقة التى تتعامل بها الدول العربية مع التفتيت الداخلى والاختراق الخارجى، حيث يتم التعامل مع تلك القضية بمنهجية رد الفعل مع غياب الرؤية الشاملة والذى ينتهى بمجرد انتهاء الخطر الداهم، منتقدا ظهور شعارات الانتماءات القطرية بعيدا عن الانتماء العربى الشامل، حيث شهدت المنطقة العربية انقسامات غير مشهودة فى تاريخها فى العشرين سنة الأخيرة، وصلت إلى التلفظ بألفاظ مهينة من بعض الدول لبعضها، فضلا عن اختلاط العلاقات العربية – العربية بالعلاقات الشرق أوسطية، وحذر هلال بعض الدلو العربية التى تتجاهل الدول العربية المجاورة لها، مشيرا إلى أنه لا تقدم لأى دولة عربية إلا بالوطن العربى ككل، ولكن تلك الدول ستعى ذلك بعد أن تكون دفعت تكلفة باهظة.
سعيد الدقاق – أمين عام الحزب الوطنى بالإسكندرية – أرجع حالة الإحباط التى يعانى منها العرب حاليا إلى الفشل فى تحقيق الأهداف الكلية من تحقيق الوحدة العربية الشاملة، والفشل فى استرداد كل الأراضى الفلسطينية من العدو الإسرائيلى والفشل فى إنشاء سوق عربية مشتركة، فضلا عن أن الشعب العربى شعب عاطفى يتأثر بالتصريحات العاطفية لشخص مثل حسن نصر الله الذى نصب نفسه زعيما للعرب، مطالبا بتطبيق المنهج العلمى فى معالجة الأمور بواقعية.
الدكتور ماجد عثمان – رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء – حذر من التزايد السكانى الذى سيصل بمصر إلى تعداد 100 مليون نسمة عام 2015 ثم 500 مليون نسمة عام 2050، وكذلك الزيادة السكانية فى العالم العربى ككل والذى كانت أوروبا فى عام 1950 أضعاف عدد سكان العالم العربى أصبحت حاليا فى 2010 تعداد أوروبا ضعف تعداد العالم العربى وعام 2050 سوف تتساوى الكتلتين من حيث تعداد السكان.
مؤكدا على ضرورة إحداث تعديلات هيكلية اقتصادية فى أنظمة الدول العربية لاحتياجها الشديد إلى توفير 50 مليون فرصة عمل خلال العشرين عاما القادمة لاستيعاب الزيادة الكبيرة من السكان.
فى مؤتمر الإصلاح العربى السابع..
يحيى الجمل: الحكام العرب انشغلوا فى توريث الحكم
الثلاثاء، 02 مارس 2010 11:26 م
الدكتور يحيى الجمل