قالت مجلة نيوزويك الأمريكية، إن محمد البرادعى، باعتقاده أن بإمكانه توحيد صفوف المعارضة المكسورة والفاقدة لمعنوياتها، يجعل الأمور تزداد سوءاً.
وتحدثت الصحيفة عن حفاوة الاستقبال الذى وجده البرادعى بعد عودته إلى القاهرة، وقالت رغم أنه لم يعلن بعد ترشحه للرئاسة، فإن الدبلوماسى الذى يحظى باحترام دولى ويعد من الإصلاحيين البارزين داخل مصر، كان ينتقد نظام مبارك بشكل علنى خلال الأشهر الماضية، أولاً فى فيينا عندما كان يقيم والآن فى مصر.
ورأت الصحيفة، أن احتمال ترشح البرادعى أدى إلى التقليل من شأن أو "تقزيم" المعارضة الداخلية فى الوقت الذى تستعد فيه البلاد لانتخابات الرئاسة فى سبتمبر 2011.
وتمضى نيوزويك فى القول، إنه بينما يبدو أن البرادعى الذى وصفته بالتكنوقراطى النزيه، وكأنه الخيار الجيد والبديهى للزعيم، فإن ترشحه سيمثل كارثة لحركة المعارضة التى تعانى بالفعل من حالة من الضعف بسبب فشلها، فاتجاه "الوحدة" الذى يدعو إليه قد أثار مشاحنات، وهو اختبار خطير للأمر الحقيقى، فإذا كان البرادعى سيقدم على خوض السباق بالفعل، فإنه لن يخسر فقط ولكنه سيكسر التحالف الهش المعارض لمبارك، وسيترك هؤلاء المعارضين أكثر ضعفاً وأكثر إحباطاً من أى وقت مضى، وهذا بدوره لن يؤدى إلا إلى تمكين الرئيس الاستبدادى، فإذا كان البرادعى يريد ما هو الأفضل للمعارضة، فإنه يجب أن يخرج من الطريق.
وتوضح المجلة الأمريكية مقصدها بالقول: أولاً إن ترشح البرادعى سيحطم الائتلاف المعارض لمبارك، حق البرادعى بدخول المعترك السياسة مدعوم من هذا التحالف والأحزاب السياسية وجماعات الشباب وأعضاء أقوى جماعات المعارضة فى مصر، الإخوان المسلمين، لكنه إذا خاص الانتخابات بالفعل، فإن هذا التحالف لن يدوم.
وتنقل المجلة عن ناثان براون الخبير بمركز ودرو ويلسون الدولى للعلماء فى واشنطن، قوله إن المعارضة نفسها منقسمة بشدة والبرادعى رمز للمعارضة، لأنه لا ينتمى إلى أى اتجاه، وفى اللحظة التى يتجاوز فيها أرضية الإصلاح السياسى المشتركة، فإنه يبدأ فى تنفير جماعات معارضة محددة.
ويضيف، أنه لا يستطيع أن يحظى بدعم كل من الإصلاحيين العلمانيين والإسلاميين، ولن يكون الأول الذى يحاول ويفشل فى ذلك، فالحصول على ورقة الاقتراع سيتطلب إعلان أجندة مثل موقفه من دور الدين فى السياسة المصرية، وهو الأمر الذى من شأنه تقسيم الجماعات التى تختلف مع بعضها البعض حول المبادئ الأساسية.
وحتى لو كان البرادعى قادر على إبقاء المعارضة موحدة، فإنه يفصل عنها الجانب الأهم فيها والذى تمثله جماعة الإحوان المسلمين، فعلى الرغم من أنها محظورة رسمياً، فإن مرشحى الجماعة خاضوا الانتخابات البرلمانية كمستقلين عام 2005 وفازوا بخمسة المقاعد حينئذ.
واليوم فإن الحركة الإسلامية تعانى من الانقسام الداخلى الذى يهدد مستقبلها فى المشاركة السياسية، انقسام بين كبار السن من المحافظين، والإخوة الصغار من الإصلاحيين الذين سيخرجون على الأرجح فى تأييد البرادعى بأى حال، وهو ما يدمر تماسك الجماعى ويعمق الفجوة بين الأجيال بداخلها، ويقول حسام الحملاى، وهو مدون سياسى بارز إن الإخوان بالفعل منقسمون، وسيضعفهم البرادعى أكثر وهى النتيجة التى يريدها بالفعل مبارك.
من ناحية أخرى، أحدث البرادعى هزة فى الجماعات العلمانية، فأيمن نور أعلن ترشحه عن حزب الغد الأسبوع الماضى، إلا أنه يعترف أن البرادعى سيفوز بقاعدته الشعبية.
وأخيراً فإن البرادعى ربما يكون بسبب كل هذا القلق من أجل لا شىء، فلم يتضح حتى إذا كان سيترشح أم لا، فالتعديلات الدستورية التى أجريت عام 2005 وضعت قيود صارمة على مرشحى الرئاسة، فى الوقت الذى وضع فيه البرادعى شروط لخوض سباق الرئاسة تتضمن ضمانات بنزاعة وحرية الاقتراع ووجود مراقبيين دوليين، وهو الأمر الذى لم يسمح به مبارك من قبل.
ورغم أن موجة الدعم للبرادعى أظهرت تعطش المصريين للتغيير السياسى، إلا أنه غير قادر على تحقيق نتائج مرضية، فالوضع محبط بما يكفى ولا يحتاج من بطل قومى أن يضعف المعارضة الهشة بالأساس، بل إنه أسوأ عندما يحول دون أى فرص حقيقية للتغيير السياسى ويقوى من موقف الرئيس الذى يقول إنه يعارضه.
وأنهت نيوزويك تقريرها المهم بالقول، إن الجميع يعرفون أسماء لرجال عظماء قليلين انقلبوا على الأنظمة السلطوية فى موجة دعم شعبى مثل ليش واليسا ونيلسون مانديلا ولى كوان يوو، إلا أن هناك الكثيرين الذين فشلوا، وساعدوا بدلاً من ذلك الأنظمة السلطوية على الازدهار، وسرعان ما دفن التاريخ أسماءهم، ولا ينبغى أن يجعل البرادعى نفسه واحداً من هؤلاء.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=195876&SecID=99&IssueID=101
نيوزويك تهاجم البرادعى وتتهمه بـ"تقزيم" المعارضة
الثلاثاء، 02 مارس 2010 02:20 م
ترشح البرادعى يمثل كارثة لحركة المعارضة التى تعانى حالة من الضعف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة