اعترف عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن هناك أزمة ثقة فى العالم العربى، وقال إن هذه الأزمة تصاعدت حتى بلغت الذروة ووصل الأمر بالعلاقات العربية إلى درجة خطيرة من الاضطراب حتى أصبح تؤثر فيها توافه الأمور.
وقال موسى خلال افتتاح المؤتمر السادس عشر للاتحاد البرلمانى العربى، إن بوابات العرب تم فتحها لتتدخل سياسيات دولية وإقليمية معاكسة مع قضايانا الرئيسية والمحورية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وأصبح العبث بمقدراتنا والاستهانة بقدراتنا العربية سهلاً وميسوراً، وفى متناول يد مدمريه التأثير على المصالح العربية أو تخريب العلاقات العربية بأقل جهد ليحدث شروخاً عميقاً فى وحدة الصف العربى.
وأشار موسى إلى أنه فى زحمة التناقضات والخلافات العربية تمضى إسرائيل قدماً فى تنفيذ مخططها فى القضاء على فرص السلام المتوازن بالإمعان فى تهويه القدس واستبطان الأرض وفرض المزيد من القيود على المسجد الأقصى ووصل الأمر بهم إلى أن غزوا المسجد بمجموعات من السوق والدهماء بتواطؤ من سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى إدعائهم ملكية إرث دينى له هدف سياسى هو تأكيد بقاء الاحتلال فى قلب الوطن العربى.
وأكد الأمين العام بجامعة الدول العربية، أن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلى مؤخراً بأنه سيسعى إلى جلب مليون يهودى للعيش فى الأراضى الفلسطينية المحتلة مثيراً الشكوك فى مصداقية الدعوات للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأكد أن تنفيذ المخطط الصهيونى قائم على قدم وساق وأن مسار التقاضى تهدف من ورائه إسرائيل أن تجعله غطاءً لاستمرارها فى سياسة استبطانية توسعية تلتهم الأرض التى يفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية وهو من شأنه أن يؤدى إلى الانهيار الكامل للموقف الدولى القائم على رؤية حل الدولتين، الأمر الذى سيؤدى بالضرورة إلى خيار الدولة الواحدة على أرض فلسطين التاريخية.
وقال موسى، إن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كهدف للعمل السياسى يبتعد يوماً بعد يوم عن التحقق، مشيراً إلى تراجع الإدارة الدولية عن موقفها الحاسم إزاء سياسة الاستيطان الإسرائيلى.
وشدد موسى على ضرورة أن يكون هناك تحرك عربى جماعى واعٍ وضاغط من منطلق الحفاظ على مصالحنا المشتركة، وقال إن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والإصرار عليها لا يصح أن يعتبر تطرفاً والتفريط بشأنها سياسة خاطئة ومسئولية سوف يحاكمنا بها التاريخ الذى لن يرحم.
وطالب عمرو موسى بوقفة حاسمة نحو سياسة الاستيطان والتهويد الإسرائيلية فى الأراضى العربية المحتلة، وقال يجب إن نتبع القول الصادق "لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين" ولقد لدغتنا عشرات المرات وآن الأوان لعودة اليقظة والوعى العربى.
وقال موسى، إن التحديات التى تواجه الوطن العربى وشعوبه هى تحديات مصداقية ووجود من بنيها غياب الإصلاح الشامل وتصاعد حدة التوتر والعنف السياسى فى مواقع كثيرة من المنطقة العربية مما يتطلب وقفة نقيم فيها حساباتنا وتقديراتنا ونراعى فيها مصالح مجتمعاتنا وأمنها ورخائها.
وأضاف، أن أخطر التحديات هى السياسات المتبعة فى إعداد المجتمعات العربية لمواجهة تحديات قرن جديد وتحقيق الدولة الحديثة التى توفر لمواطنيها التقدم والاحترام والحرية.
وأشار موسى إلى قضايا أخرى تمثل تحديات للعالم العربى بالإضافة للاحتلال الإسرائيلى وحتى الوضع فى العراق والسودان واليمن والصومال وإريتريا وجزر القمر.
وأشار عمرو موسى إلى الفجوة العلمية وتدنى مستوى التعليم والبحث العلمى والثقافة العامة والتى تمثل مخاطر تواجه العالم العربى تتطلب وضع إستراتيجية عريق للنهوض بالتعليم والثقافة والمحافظ على الهوية الثقافية العربية.
وشدد موسى على تضافر جهود البرلمانيين العرب فى الحفاظ على تراث الأمن الثقافى ودورها الحضارى.
