كلنا يعرف تلك القصة الخالدة بخلود القرآن والتى تحدثت عن حقبة من الزمن عاشها بنو إسرائيل فى تلك القرية، إذ يحكى القرآن أن هؤلاء القوم كانوا يعتمدون على البحر كمصدر رزق لصيد الأسماك، فابتلاهم الله بنهيهم عن الصيد يوم السبت فكانت تأتيهم الحيتان فى ذلك اليوم ولا تأتى فى غيره، فقررت إحدى الفئات فى القرية بأن يحتالوا على ذلك فكانوا يعدون الشباك على الشاطئ حتى إذا كان يوم الأحد اصطادوها، ولكن كانت هناك معارضة من فئة أخرى رفضت ذلك التحايل ونهت عنه، أما الفئة الثالثة فهى تلك الفئة الموجودة فى كل زمان ومكان، هى أغلبية دائما ترفض المشاركة فى أى نشاط أو إبداء رأى فئة منهزمة ذاتيا.
واحد يقولى يا أخى صدعتنا ما تدخل فى الموضوع، فى الحقيقة أن ذلك هو الموضوع فتلك القصة تتكرر اليوم تقريبا بنفس المشاهد والأدوار. فاليوم تلك الفئة "المحتالة" اعتادت خداع الناس وتزوير إرادتهم بل وتعدى ذلك إلى تزوير الدستور نفسه فأغلبية نواب الحكومة الآن دخلوا الانتخابات كمستقلين أى أن الشعب اختارهم هم لا الحزب، ويعد ذلك أيضا خداعا كبيرا للناس.
أما الفئة الثانية فهى تلك الفئة التى يقع عليها العبء الأكبر فئة "الإصلاح ما استطعت" والتى ترفع شعار "معذرة إلى ربهم ولعلهم ينتهون"، تلك الفئة القليلة ولكن "كم من فئة قلية غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"، وعليها أن توحد صفها لأن العبء ثقيل وهذا هو دور د.البرادعى، أما الفئة الثالثة فهى فئة "الانهزام واليأس" وهى للحق أغلبية تشعر بالإهمال والتهميش لذا فهى تكتفى بالمشاهدة ولا تضيف شيئا بل أحيانا تكون ضاغطة على فئة "الإصلاح".
الأمر العجب أن فئة الإصلاح فى الماضى كان عليها أن تبنى جدارا لعزل فئة "الاحتيال والفساد"، وكأن تاريخ بنى إسرائيل مرتبط بالجدر فهم قاتلوا النبى(ص) من وراء جدر، ويقاتلون الفلسطينيين اليوم من وراء الجدار العازل، بل وأمروا ببناء الجدار الفولاذى على الحدود بين مصر وغزة. أما اليوم فعلى فئة "الإصلاح" أن تهدم جدرا كثيرة جدر اليأس والانهزام والإحباط، الأمر الآخر فى نهاية القصة، حيث ذكر الله كل من فئة "الاحتيال" وفئة "الإصلاح" ولم يذكر تلك الفئة الثالثة رغم أنها أغلبية "فئة الانهزام" لأنها لا تستحق ذلك والأرجح أنهم لاقوا نفس مصير فئة "الاحتيال".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة