الحكاية أننى رجعت بلدنا – فى الأقاليم – بعد زيارة لمعرض الكتاب بالقاهرة، وكنت أجر شوال كتب هو "زوادة" السنة، كتب من دور نشر خاصة، يعنى تحمل علامة الفن الجيد، شكلها فخم وملونة ومزوقة الذى لا يعرفه أهل بلدى أنها غالية المضمون والثمن، ويدرك البعض أن هذه الكتب ثقافية وفنية وسياسية، وهى كما تعلموا فى المدارس الحكومية زمان (الكتب غذاء الروح) والبعض الآخر أصابته الدهشة، لأنها تحمل صورة واحدة للاعب كرة قدم رجله "زمبلك" والبعض الأول الذى يدرك أن الكتب للثقافة والعقل والرقى الإنسانى سألنى: "وما الحل، ونحن لا يصلنا كتاب واحد من هذه الكتب الفخمة الهامة سواء أكانت فى الرواية أو الشعر؟، اضطررت لأن أشرح لهم حكاية كتب دور النشر الخاصة.
تبدأ الحكاية بأن الكاتب يكتب كتابه بعد عذاب واستمتاع وجهد، ثم يتقدم به لهيئة من هيئات الدولة للكتاب، لا يعترضه أحد، ولكنه يجد نفسه يقف فى طابور الانتظار لمدة سنوات قادمة، ويحصل على مكافأة لا تسمن ولا تغنى لكنها مكافأة، يقرر أن يذهب لدار نشر خاصة، فيبيع غويشة ذهب من غوايش مراته، أو يستلف الفلوس من زميل قديم، بالمختصر يدبر الفلوس ويجرى لدار نشر خاصة ويقدم ماله وكتابه إلى الأحبة والنقاد، ويعمل حفل توقيع يحضره سبعة أفراد، وأنا شخصياً لست ضد هذا، فهى حلول يقدمها أصحاب دور النشر الخاصة، وغالباً ما تكون الكتب هامة جدا، وهى نتاج حقيقى للعقل المصرى، لكن.. المفروض ألا يقتصر هذا على القاهرة الماكرة التى تأخذ كل شىء، بل أرى أنه من حق قراء الأقاليم الذين لا يعرفون أماكن دور النشر الخاصة ولا يعرفون المؤلفين، أقول إن من حقهم أن يحصلوا على هذه الكتب، وسيجد أصحاب دور النشر المقابل المادى أيضاً، فما رأى أصحاب دور النشر فى اقتراحى المتواضع بأن تقوم دور النشر بتأجير مكتبة أو كشك فى كل مدينة لتقدم بضاعتها الجيدة، وتسهم بشكل حقيقى فى تثقيف المصريين – وهى مهمة علينا أن نتحملها جميعاً – وتقدم لهؤلاء الذين يحلمون بكتابة جيدة وجديدة، تقدم لهم الكتاب وستجد المقابل – رغم البطالة وقلة الموارد والغلاء – وتعتبر دار النشر أن شراء كشك من جملة المصاريف. نحن فى حاجة لهذه الكتب الهامة لتصبح عامة، وحتى لا تظل دور النشر الخاصة.. خاصة جدا.
جـــار النبى الحــلو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة