لا يعرف الكثيرون أن ملعب ويمبلى العريق فى العاصمة لندن والذى يستضيف مباراة منتخبى إنجلترا ومصر الدولية الودية لكرة القدم مساء الأربعاء المقبل هو الأشهر على الإطلاق بين ملاعب الكرة فى العالم.. وهى المباراة الأولى بالطبع للفراعنة على ملعب ويمبلى فى تاريخ كرة القدم.
وبعد سنوات طويلة من اعتزال أسطورة كرة القدم البرازيلى أحسن لاعب فى تاريخ اللعبة جاء فى اعترافاته أنه حقق كل ما يحلم به أى لاعب كرة على كل الأصعدة.. والأمر الوحيد الذى افتقده فى عالم الكرة هو عدم خوض أى مباراة على ملعب ويمبلى فى لندن.
منتخب مصر بطل أفريقيا الدائم على مدار الدورات الثلاث الأخيرة للأمم بات جديرا بالتواجد على المسرح العالمى فى السنوات الأخيرة.. ومنذ مطلع التسعينيات نال الفراعنة شرف اللعب فى اسكتلندا ورومانيا واليونان وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا.. وها هم الفراعنة يحطون رحالهم بعد أيام فى لندن للعب ضد أعرق منتخب لكرة القدم فى العالم.
شرف رفيع وجانب مشرق جدا للرياضة المصرية يمنحنا أكبر قدر من الدعاية الإيجابية التى تحتاج وزارة السياحة والحكومة المصرية ملايين الدولارات لإنفاقها لتحقيق دعاية مماثلة لها فى إنجلترا أو أوروبا.
ومن الضرورى أن نستثمر الأمر كأفضل ما يكون.
وهو أمر لايقتصر على الملعب والفريق واللاعبين والمدربين والنتيجة، ولكنه يمتد إلى كل العناصر التى نحرص على ذكرها لنقدم خيرا محدودا لبلدنا.
ومن البداية نشير إلى ضرورة الالتزام بكل صغيرة وكبيرة فى بنود الاتفاق بين الطرفين دون زيادة أو نقصان لنكسب احترام الجانب المضيف خاصة أن الإعلام البريطانى الذى يتسم بالشفافية والصراحة قادر على الوصول إلى أدق التفاصيل.
والبداية مع العدد المقرر للبعثة المصرية على صعيد الضيافة سواء من إداريين أو لاعبين.. وأرجو أن نبقى كل الضيوف والمرافقين من زوجات وأولاد وأقارب وأصدقاء على مسافة بعيدة من فندق المنتخب ليعرف الجميع حجم التزام المصريين وتركيزهم فى المباراة التاريخية.
ومن الطبيعى أيضا أن نستخدم التسهيلات والامتيازات التى يمنحها لنا الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم من سيارات وحفلات وتجهيزات فى خدمة الفريق.. والفريق فقط.. وأن يعرف المسئولون والمدربون واللاعبون والإعلاميون أنهم تحت رقابة دائمة بل وتحت المجهر من الصحافة البريطانية التى تهوى البحث عن السلبيات لتكشفها وبطريقة مبالغة.
ومن الممكن أن يتحول فندق الفراعنة وكذلك ملاعب التدريب المخصصة لهم إلى أكبر موقع إعلامى رياضى فى إنجلترا خلال الأيام الثلاثة التى تسبق المباراة أو تلحقها، خاصة أن منتخب مصر أصبح حديث أوروبا منذ فوزه الرائع والتاريخى بكأس الأمم الأفريقية فى أنجولا وللمرة الثالثة على التوالى.
وأتمنى أن يقلل المسئولون المصريون من تصريحاتهم غير الرياضية حتى لا يتورطون فى أى تصريحات تتعلق بالسياسة أو الأديان أو الأوضاع الاقتصادية أو أى جوانب أخرى تهز من صورة المصريين أو العرب.. والجانب الأبرز هو تفادى الحديث عن الأحداث التى صاحبت مباراتى مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم لأن الرأى العام البريطانى يريد أن يهيئ الشعب البريطانى لصعوبة المواجهة ضد الجزائر فى نهائيات كأس العالم الصيف المقبل فى جنوب أفريقيا.. ويريد أن يتوجه أكبر عدد من الجمهور الكروى من بريطانيا إلى جنوب أفريقيا لدعم منتخبهم فى المونديال.. وأى محاولة للكشف عن تعصب الجزائريين أو حماستهم الزائدة لبلادهم ستدفع الإنجليز للرد بالمثل والتدفق على المونديال.. ولذلك ستحاول الصحافة البريطانية دفع المصريين إلى الهجوم على الجزائر وإلى المبالغة فى شأن أحداث العنف القديمة وإلى تلطيخ سمعة الجمهور الجزائرى بالشغب والعنف.
وأحذر باكرا من كل تلك المحاولات والرد على أى أسئلة تتعلق بمباراتى الجزائر وأحداثهما بأن الأمر أصبح جزءا من الماضى، وأن كرة اليد أصلحت العلاقات تماما بين البلدين، وأن الأغلبية من المصريين تتمنى للجزائر التوفيق فى المونديال.
وفى الملعب نريد من اللاعبين قمة الالتزام فى الزى وفى التصرفات وفى ردود الأفعال.. وكم كان منظر لاعبينا مشرفا فى نهائيات الأمم الأفريقية فى الدورات الثلاث الأخيرة فى عدم الاعتراض على الحكام أو الاحتكاك بالمنافسين أو اللجوء إلى الخشونة.. وهو ما نتمنى دائما استمراره لاسيما أمام إنجلترا فى ويمبلى.
ولا خلاف أننا نريد منهم جميعا بذل أقصى ما لديهم من جهد لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.. وهو أمر وارد فى ظل التفوق المستمر للفراعنة على صعيد الأداء الجماعى المنظم والذى كان حديث الخبراء فى أنجولا.
ويبقى التوفيق من عند الله.
والحظ لا يأتى إلا لمن يستحقه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة