أحمد عاشور عبد العظيم يكتب: تشويه صورة رجال الدين فى وسائل الإعلام مسئولية من؟

لقد شهد رجال الدين مجداً عظيماً فى سالف الأيام لما وجدوه من الهيبة والاحترام، فقد كان العالم المسلم يجد تقديراً وتشريفاً فى نفوس العامة والخاصة.. واليوم كثر الاستخفاف والاستهزاء بأمر العمامة وأهلها، فترى أصحاب الفن الرخيص من الممثلين لم يجدوا أمامهم ما يثير ضحك الجمهور وابتهاجه ولا يروح عن همومه إلا رجال الدين، حيث نجد الكثير من الأعمال الفنية تصورهم فى صورة ساخرة ومضحكة، فمثلاً وليس على سبيل الحصر نجد فيلماً يحكى عن "رجل نصاب" يرتدى قفطان وعمامة وينصب على خلق الله، وفيلم آخر تجد شيخاً أو مأذوناً بعمامته ولحيته جالساً يتراقص وسط النساء، وفيلماً آخر تدور قصته حول غواية بنت جميلة لشيخ جامع، فلمَ شيخ جامع بالذات؟ ولم لم تكن لأى شخصية أخرى؟ ولم هذا الفن الهابط من الأساس؟ وآخرها من الأفلام الهابطة "كلمنى شكرا" حيث يظهر شيخ ذو لحية ويمسك سبحة ويتفرج على أفلام إباحية وينطق بعبارته الشهيرة فى التلفاز، وهى: "حالنا كله واقف" فالمقصود بهذه العبارة معروف غير محتاج للتوضيح.. وأيضاً مشهد آخر لهذا الشيخ يجمع بينه وبين غادة عبد الرازق، وهو يتصبب عرقاً ومتعباً بمجرد مشاهدته للفتاة ويلفظ بعبارات خارجة، وهى أمامه بقميص النوم، وهو يشهد على عقد زواجها، هل أغلقت كل المنافذ وانقطعت كل الأفكار والخواطر فلم يجد هؤلاء إلا رجال الدين والدعاة ليتخذوا منهم صوراً مضحكه لابتهاج الجمهور؟ فأين قديسة الإسلام؟ وأين الهيبة والاحترام لرجال الدين؟

قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن" الحجرات (11) وهذه الآية تنهى قطعياً عن السخرية والاستهزاء بالآخرين.. اتقوا الله فى رجال الدين ولا تزعزعوا ثقة الناس فيهم بهذه الصورة الساخرة المضحكة بحجة الفن الرخيص وابتهاج الجمهور المسكين الذى يسمع كل ما يعرض له.

أناشد المسئولين أن يعملوا على تصحيح هذه الصورة التى لا تليق بالعلماء، وأناشد شيخ الأزهر والعلماء الكبار أن يبدوا بآرائهم فى هذا الأمر فى نطاق أوسع.. والله من وراء القصد.