نعم الباز: أمى كانت تذاكر لى «فرنساوى»

الجمعة، 19 مارس 2010 01:54 ص
نعم الباز: أمى كانت تذاكر لى «فرنساوى» نعم الباز
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأمهات يقرأن لأبنائهن قصصها وبعضهن رآها فى المدارس أو المكتبات تداعب الأطفال وتحنو عليهم، وكان طبيعيا أن تزف أمينات المكتبات للأطفال المواظبين على القراءة خبر زيارة «شخصية هامة» حضرت خصيصا لتجلس مع الأولاد والبنات لتحكى لهم الحواديت، وعندما كانوا يسألونها عن اسم هذه الشخصية تقول هى «ماما نعم الباز»، والتى ما إن كان الأطفال يرونها حتى يشعروا معها بأنها فعلا «ماما» بكل ما تحمله الكلمة من حب وحنان وعطف وحزم إذا اقتضى الأمر.

فى الهاتف قلت لـ«ماما نعم» «أنا عايزة أجيبلك هدية عيد الأم وآجى» أجابتنى: «يا بت عيب عليك ده أنا اللى هجيبلك الهدية» وعندما دخلت إلى غرفة جلوسها وجدتها وقد أحيطت بصور الأبناء والأحفاد فى مراحل عمرهم المختلفة وعلى حجرها كانت تهدهد «حمزة» حفيدها لابنها أحمد لم أكن بحاجة إلى أن أستمع منها قصتها مع الأمومة بعد أن رأيتها مع «حمزة» وما أن تكلمنا عن أمها حتى دمعت عيناها، وقالت: كانت تشعرنى «ماما» دائما أن كل واحد منا هو ابنها الوحيد أو ابنتها الوحيدة رغم أننا خمسة أبناء مما جعلنى أشعر بعقدة الذنب ناحية أبنائى حتى أننى كنت أحرص على الامتناع عن العمل طوال فترة الرضاعة، وكانت «أمى» حريصة على توطيد علاقتها بأصدقائنا، فكانت تفرح كلما شعرت أن لنا أصدقاء يحبوننا ونحبهم، وكانت تسعد كلما شعرت أن لدينا مواهب وتساعدنا على تنميتها، فعندما كنت تلميذة فى «الحلمية الابتدائية» أذكر أن والدتى هى من شجعتنى على الانضمام لفريق التمثيل.

وكانت والدتى تجيد القراءة والكتابة فقط ولكنها كانت تساعدنى فى مذاكرة اللغة الفرنسية التى لا تجيدها وأذكر أنها كانت «بتسمعلى الفرنساوى» ولم أكن أعرف أنها لا تقرؤه، وعندما جاءت ليلة الامتحان طلبت منها أن تملى على بعض الجمل ففاجأتنى وقالت «إنتى عبيطة.. أنا مابعرفش فرنساوى»، وتضيف وقد لمعت فى عينيها دموع الحزن «عندما توفى أخى مأمون كانت أمى تحاول ألا تظهر لنا حزنها إلا أنها كانت تستيقظ ليلا وتصرخ «آه يا حبيبى يا بنى».

وعن لقبها «ماما نعم» تقول: «عندما بدأت أكتب للأطفال كان «بابا شارو» يكتب للأطفال فقررت أن أطلق على نفسى «ماما نعم» لأقترب منهم، وذات مرة كنت فى اجتماع مع الرئيس مبارك وصفوت الشريف، وزير الإعلام آنذاك، حيث كنا نناقش منح الجنسية لأبناء الأم المصرية، وقلت له «أبناء الأم المصرية أبناؤنا وعددهم كبير وياريت نديهم الجنسية»، فمال الرئيس على أذن الشريف وسأله «مين دى؟»، فقال «دى ماما نعم»، فأجابنى الرئيس «حاضر يا ماما نعم»، بعدها هاتفنى مصطفى أمين وقال لى «إنتى بقيتى ماما نعم بقرار جمهورى»، واختتمت: «ياريت أنا أبقى قد كلمة ماما».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة