فريد أبو سعدة يكتب.. الترفيع من رئيس إلى قبضاى!

الجمعة، 19 مارس 2010 11:03 ص
فريد أبو سعدة يكتب.. الترفيع من رئيس إلى قبضاى!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زمان، عندما كنت طالبا فى كلية الفنون، أعجبنى تقليد استنَّه بعض أساتذة (قسم التصوير الميكانيكى) والقسم (للعلم بسرعة) قسم هندسى، يخرِّج أخصائيين فى تحضير الأسطح الطباعية المختلفة، وطرائق الطبع المتنوعة للصحف والمجلات والكتب إلخ، التقليد هو الاستعانة ـ فى الدراسة العملية ـ بأسطوات يعملون بالمطابع، لم يكونوا حاذقين كمحاضرين، لكن خبرتهم النادرة التى نقلوها لنا كانت كنزاً، لا يملك الدكاتره منه إلا القليل!!

وعندما كنت مديرا للنشرالثقافى فى دار المعارف، ومع تتابع خروج جيل من كبار الأسطوات على المعاش، اقترحت أثناء الاحتفال بأحدهم أن يتشكل مجلس من هؤلاء الخبراء، يجتمع مرة كل شهر، وتعرض عليه ما يطرأ من مشاكل مهنية، أو فنية تعوق سير العمل، المشاكل التى لايمكن تجنبها التى تصبح أكثر صعوبة فى غياب خبرة هؤلاء الأسطوات، ومع أن الفكرة لاقت استحسانا إلا أنها على ما أظن لم تنفذ!

وعندما التقيت ـ من سنوات بعيدة ـ بالشاعر الكبير سميرعبد الباقى، وكان يعمل بالهيئة وقتها، فاجأنى بفكرة بديعة، قال إنه يريد أن يضع فى قصور الثقافة، المنتشرة فى طول البلاد وعرضها ، مبدعين ومثقفين من المدينة نفسه، وطلب منى أن أنقل إلى الروائى الجميل جار النبى الحلو رغبته فى أن يدير قصرالثقافة بالمحلة، لم تكن ظروف جار الوظيفية تغرى بذلك، ولا أعرف إن كان سمير نجح مع غيره فى القصورالأخرى، أم ظلت تدار بموظفين معادين للثقافة فى الأغلب! آخر هذه الذكريات الغريبة عن إدارة الثقافة، أو طرق نقلها والمنوط به فعل ذلك، ما حدث لى مؤخرا.

جاءنى صديق عزيز جدا، ودمث جدا، وقال لى إنه أصبح فى نادى الأدب المركزى، وأن نادى الأدب المركزى يعدُّ لمؤتمرعن الشعر فى الإقليم (وهذا الإقليم، للعلم ليس إلا، يضم خمس محافظات) وإنه رشحنى لرئاسة هذا المؤتمر، ولا يمكن أن نجد (والكلام له) أفضل منك، وأنت من هذا الإقليم، وهذا شرف لنا و.. إلخ، ( قلت فى نفسى يا للمجد الذى تحقق أخيرا بفضل دعا الوالدين) موافق يا ريس؟ أبديت بعض الممانعة حتى ذاد الإلحاح فوافقت، وكانت موافقتى زلزال له توابع، أول تابع أنه بعد أسبوع أو أكثر جاءنى يتدبر الكلام وهو محرج: قول يا عزيزى فى إيه: المسئولون فى المحافظة لا يريدون رعاية المؤتمر. قلت وما معنى ذلك: معناه أن نبحث عن رعاة من محافظة أخرى من محافظات الإقليم، وقد وجدنا، قلت وماذا فى ذلك قال محرجا: الحكاية أن الرئاسة ستكون لشاعر من المحافظة الراعية للمؤتمر، هذا هو المتبع. ولما أبديت له عدم اكتراثى بذلك، خاصة أننى أعرف وأقدر الشاعر الذى حلّ محلى بقوة الرعاة فى محافظته، استبشر، وانطلق يقول لقد رشحناك لعمل الدراسة عن دواوين الشعراء فى محافظتنا، والتى ستنشر ضمن أبحاث المؤتمر، قلّ حماسى، لكننى قلت لصديقى الدمث ماشى، وما هى إلا أسبوعان حتى جاء التابع الثالث من توابع الزلزال: إيه مالك: بعض الشعراء الذين كتبت عنهم فى دراستك ضمن أبحاث المؤتمرالسابق، يريدون أن يكتب عنهم ناقد أو شاعر آخر!، قلت: الحمد لله رُفعَ عنى العذاب، ولن أعكر ذاكرتى، ومخيلتى بسخافات بعضهم. وما أن رأى ارتياحى حتى قال: والله ما يستاهلوا. على أى حال لقد رشحناك لما هو أفضل. (قلت فى نفسى وما هو رعاك الله) أن تشارك فى المائدة المستديرة حول قصيدة النثر، مع الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، ود. أحمد درويش، ود. زكريا عنانى !!

بالطبع لم أرد أن أسخف صديقى الخلوق، ولكن هالتنى الآلية الغريبة التى تدار بها الثقافة، فترفع شاعرا ما إلى الرئاسة، أو تهوى به ليكون "قبضاى" فى حلقة مصارعة، يتصدى فيها وحده لثلاثة من قبضايات الخليل بن أحمد رحمه الله، آلية أضعها أمام صديقى د. أحمد مجاهد متسائلا ، أما آن للموظفين وأصحاب "السبوبة" أن يرخوا قبضتهم قليلا عن المبدعين والمثقفين؟!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة