على درويش

طريق السعادة

الجمعة، 19 مارس 2010 01:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لدى كل إنسان كنز عظيم يحقق له السعادة التى يسعى كل إنسان لتحقيقها، وهذا الكنز ليس بعيداً عنه بل هو أقرب إليه، يتصور أن الكنز هذا موجود فى صدره أو أنه صدره حيث يكمن القلب الذى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه إنه المضغة التى إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الإنسان كله.

إن القلب كما قال الإمام الغزالى رضى الله عنه: «إنه الحاكم» الذى يسير كل شىء فى الإنسان على هواه وطبقا لرغباته، إن كانت خيراً فخير وإن كانت شراً فشر. إذن هذا القلب إما أن يكون كنز السعادة أو بوابة جهنم.

إن القلب ينير ويتطهر بالذكر والتفكر والحب الصادق لله رب العالمين فمع الذكر يحدث التغير فى القلب ذاته ويشعر بالأمان وبالسعادة وينظر إلى أعلى وليس إلى أسفل وينادى ويناجى ربه فرحاً بأنه لم يعد تائهاً فقد عرف الطريق.. طريق السعادة وسبيل الهنا، وتفتحت بصيرته مع كل نبضة حب لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام، وتصبح فسيولوجيته الأرضية فسيولوجية نورانية وتعم البركة الجسم ويصبح قادراً على تلقى رسائل السماء وفهم كلمات الله المقدسة وكلما ازداد نوراً ازداد قرباً ورقياً، الذكر يطهر البدن والقلب ويطفئ نيران الحقد والغل والحسد التى تحرق الحسنات والأعمال الطيبات وتبعد العبد عن السماء. ولقد قالت أم هانئ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لقد كبرت وضعفت وبدنت، وطلبت عملا تقوم به فقال صلى الله عليه وسلم «كبرى الله مائة مرة واحمدى الله مائة مرة وسبحى الله مائة مرة خير من مائة فرس ملجم مسرج فى سبيل الله وخير من مائة بدنة وخير من مائة رقبة».

وقلب كهذا أى ذاكر لربه فاعل ما يرضيه سيتصف بالحنان والرحمة على عباد الله المساكين وسيتصف بمكارم الأخلاق فلا كذب ولا نفاق ولا بخل ولاضغائن، وقال النبى صلى الله عليه وسلم (كان رجل تاجر يداين الناس فكان يقول لفتاه: «إذا أتيت فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا فلقى ربه فتجاوز الله عنه). وهناك أيضاً قصة الرجل الذى سقى كلباً ظمآن فأدخل الله الرجل الجنة للرحمة التى فى قلبه.

الرحمة من الإيمان والإيمان ينمو ويقوى ويزداد نورا وبريقا بالذكر: «واذكروا الله كثيراً..» وقلب كهذا يصلح محلا للتجلى الإلهى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة