فى إطار التعاون بين كلية الإعلام وموقع اليوم السابع، ألقى الكاتب الصحفى سعيد شعيب مدير تحرير الموقع أمس الخميس، محاضرة قدم فيها تجربة اليوم السابع لطلاب الفرقة الأولى بالكلية.
وقدم شعيب تجربة الموقع الألكترونى لليوم السابع، مؤكدا أن أهم أسباب النجاح تتمثل فى احترام القارئ وبناء صالة التحرير التى تحدد جودة المنتج، ولا تعتمد فقط على كفاءة الأفراد فقط، موضحا أنها انطلقت من فكرة غير موجودة فى مصر، وهى صالة التحرير الواحدة التى تنتج كل المواد التى يحتاجها الموقع بدءا من المادة المكتوبة التى يتم تقديمها على شكل رسالة sms، ثم شريط أخبار، ثم مادة مكتوبة فى صورة خبر أو تقرير أو حوار أو تحقيق وغيرها من أشكال العمل الصحفى.
وأضاف شعيب أنه كان من الضرورى تدريب المحررين على الإيقاع السريع وإملاء الأخبار من موقع الحدث، حتى لو كان ناقصا على أن يتم استكماله فيما بعد، وهى التجربة التى أثبتت نجاحا منقطع النظير تفوقت فيه على جميع المواقع الأخرى، خاصة أن الموقع الإلكترونى هو الوسيط الوحيد فى العالم حتى الآن الجامع لكل الوسائط، عليه تقرأ وتسمع وتشاهد، كما يضم جريدة مطبوعة.
ولفت شعيب إلى أن اليوم السابع انتبه مبكرا إلى أن القارئ والمواطن صار شريكا أساسيا فى صناعة الصحافة، فاحترمه القارئ وتجاوب معه، مضيفا أن التعليقات لها أهمية كبيرة وأن بعض أفكار الموضوعات باليوم السابع هى نتاج لأفكار وتعليقات القراء، وضرب مثالا بمشاركة المواطنين فى الصحافة عن فيديوهات التعذيب التى صورها مواطنون وأرسلوها للصحف وأجبرت وزارة الداخلية على الرد، وعلى تقديم "كورسات" فى مجال حقوق الإنسان لضباط الشرطة.
كما أشار إلى أن التحدى الرئيسى أمام الجميع باليوم السابع كان كيفية تدفق الأخبار بشكل دائم طوال الأربع وعشرين ساعة، فكان الاعتماد الرئيسى على صناعة إنتاج الخبر، من خلال صالة تحرير لا تهدأ طوال الـ24 ساعة، وكيفية إنتاج الصحفى للوسائط المختلفة، واعتبر أن السبب الرئيسى فى عدم نجاح المواقع الإلكترونية فى مصر "لأنها فقط فاترينة لعرض المطبوع"، لم تطور من نفسها.
وردا على أسئلة الطلاب، لفت شعيب إلى أن اليوم السابع ينشر الخبر دون انحيازات مسبقة، وشدد على أن سياسة أى جريدة أو موقع لا يجب أن تمنع أخبار بعينها، دون انحياز ضد أحد، لأنها ليست جهات رقابية، مؤكدا أن الصحف الموجهة التى تمنع أخبارا بعينها عن المواطن "تدمر الصحافة والبلد".
وعن رسالة الصحافة قال: "علينا أن ننشر الخبر ليعرفه المواطنون الذين عليهم التغيير"، مضيفا أنه ليس من دور الصحفى التغيير، وشرح أنه منذ أكثر من 10 سنوات كانت تنظم الاحتجاجات الشعبية والإضرابات، وتنتهى بوفاة البعض، دون أن يسمع عنها أحد، ولكن مع انتشار الإعلام الحزبى والصحافة الخاصة بدأت أخبار هذه الإضرابات والانتهاكات تصل للدنيا، مما أدى إلى تراجع أمنى فى التعامل بقسوة معها.
واعتبر شعيب أن موقع اليوم السابع وضع الصحف الخاصة والحكومية فى تحد كبير، وهو أن الخبر الذى يبث منذ 14 ساعة على الموقع ينشر فى الجريدة فى اليوم التالى، مما قلل من نسبة الإقبال على الصحف، لافتا أن التحدى المقبل على الصحف ومنها العدد الورقى اليومى لليوم السابع الذى يخرج قريبا للنور، هو كيفية إنتاج ما بعد الخبر ومعالجته بطريقة مختلفة مثلما يحدث فى بعض دول العالم.
وأضاف أن الصحافة الورقية "غرقت" فى مخاطبة القارئ العام، وأنه أمامها تحد آخر هو الاتجاه إلى الصحافة الإقليمية، وأكد أن الصحف الورقية أمامها فرصة كبيرة للتطور بسبب المواقع الإلكترونية.
وأشار الكاتب الدكتور محمد الباز إلى أن اختيار الكلية لليوم السابع هو للمشاركة فى تقديم خبرتها لطلاب الكلية لأنها التجربة الأقرب للكمال والنضوج.
"شعيب" يقدم تجربة موقع اليوم السابع بكلية الإعلام
الجمعة، 19 مارس 2010 10:36 ص