خيرى شلبى: أمى أنجبت 17 وتأكدت منها كذب ادعاء الرجال بأنهم قادة البيوت

الجمعة، 19 مارس 2010 01:54 ص
خيرى شلبى: أمى أنجبت 17 وتأكدت منها كذب ادعاء الرجال بأنهم قادة البيوت خيرى شلبى
وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طافت به أمه على الأطباء الذين فشلوا جميعا فى تشخيص حالته، ولم يستطع أحدهم كشف دائه، ومن ثم تحديد الدواء، إلى أن جاءتها الغجرية وقالت لها: علاج ابنك عندى، ونصحتها بأن تمزج الخميرة بالخل، وتضع الكوب فى السطح ليسمع الأذان ثلاث مرات، وبعدها تسقيه المزيج على الريق ثلاثة أيام من أول كل شهر عربى ولمدة 3 أشهر، وبالفعل شفى الطفل، وراح المدرسة فى الشهر التالى.

هكذا روى الكاتب الكبير خيرى شلبى القصة الحقيقية لروايته «لحس العتب» وإصابته بمرض تضخم الطحال فى صباه، وهو المرض الذى عجز الأطباء عن تشخيصه، وداخت أمه به، ولم يستطع أن ينسى هذه الدوخة، يقول شلبى: لا تفارقنى معاناتها، وهى تطوف بى على الحكماء، وقتها لم يكن اسمهم دكاترة، أو معاهم الزمالة، صبرها على حيرتهم، وتعجبهم كان مضرب المثل، واستجابتها للغجرية كان إيمانا قويا داخلها، بأنها يجب أن تفعل كل شىء ممكن، وأن تسير فى كل السكك، لإنقاذ طفليها من الموت لذلك كانت بطلة روايتى «لحس العتب» بجدارة، وسجلت لحظات كفاحها فى الرواية من أجل طفليها المريضين.

لأم كاتبنا الكبير «زوربة» من العيال، تتحمل مسؤليتهم، فيما يبتكر أبوهم مهنة له، ليحل الأزمات المتلاحقة التى لم تكن يوما بيوم، وإنما ساعة بساعة، يقول شلبى: رغم الأزمات الكثيرة التى عاشتها أمى، لكنها استطاعت أن تحلها كلها، ولم تكن تقبل أن تحصل على الطعام من خارج دارنا، إلا بعد أن تتأكد من أنها سددت ثمنه، حساسيتها كانت شديدة لهذه الأمور.
لا يستطيع أحد أن ينكر أننى تعلمت منها الكثير، ويقول: هناك حقائق يجب الانتباه إليها، وهى أن الأم سواء فى الريف، أوفى الحضر، هى العامود الفقرى للأسرة، وادعاء الرجال بأنهم قادة البيوت ادعاء كاذب، لأنهم جميعا، سواء كانوا فى أعلى المراكز أو أدناها، خاضعون لها سواء الأم، أو الزوجة، أو الابنة.

فى كل عمل من أعماله تجدها، سواء أما أو زوجة أو حبيبة، أو ابنة، لا تخلو أعمال شلبى منها، يقول: إنها منطقتى الأثيرة لدى فى الكتابة، فالأم سيدة الكون، وهذه حقيقة علمية، والطبيعة متحيزة لها والدليل أنها تتمتع بالقوة والصبر والصمود، هل تستطيع أن تنجب، هى تستطيع، هل تستطيع أن ترضع طفلك، هى تستطيع، هل تستطيع أن تتحمل رائحة بوله أو برازه، هى تصبر على ذلك، وتنظف أطفالنا بكل رضا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة