جلوبال:النظام المصرى استغل"بن ميمون"لتحسين صورته

علقت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية على قرار إلغاء مصر الاحتفال بافتتاح معبد بن ميمون اليهودى، وقالت إن الحكومة المصرية أرادت تخبر العالم عن مبادرتها لتمويل ترميم مواقع التراث اليهودى من خزانة الدولة، وهو ما يقول الخبراء إنها محاولة من قبل النظام للترويج لنفسه فى الغرب باعتباره حليفاً معتدلاً له فى منطقة مضطربة.

وتقول الصحيفة إنه خلف هذه الواجهة الدولية، كان قرار وزارة الثقافة بإلغاء الاحتفال بترميم المعبد يبدو أنه مثال آخر على نضال النظام الذى لا يحظى بشعبية للتلاعب بصورته الدولية بزيادة مشاعر العداء لإسرائيل داخل إسرائيل.

وتنقل الصحيفة عن فواز جرجس، أستاذ العلوم السياسية فى كلية لندن للاقتصاد، أن الرئيس مبارك ومستشاريه المقربين كانوا يحاولون أن يصوروا مصر أمام العالم كدولة معتدلة، وفى حين أن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد ينكر الهولوكوست، فإن مصر تقول إنها لا تعترف فقط بالتراث الثقافى المتعدد، لكنها أيضا سترمم المعبد بأموال الدولة وهى مسئولية على عاتق النظام، إلا أن هذا النظام يحاول الآن أن يحول هذه المسئولية إلى "أصول".
فتداعيات الأعمال الإسرائيلية الأخيرة قد أجبرت النظام على محاولة إعادة صياغة هذا المشروع المثير للجدل على الصعيد المحلى فى صورة أكثر شعبية باتخاذ موقف علنى إزاء افتتاح المعبد.

وتنقل الصحيفة عن عماد جاد، المحلل السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن النظام يحاول لاستغلال هذه القضية، فهو يتحدث عن القضايا الفلسطينية والتضامن مع الفلسطينيين والتضامن مع العرب والأماكن الإسلامية المقدسة، النظام يستغل هذه القضايا لحشد دعم المصريين لأنهم لديهم رأى عام فى التعامل مع فلسطين كقضية عربية وإسلامية. وتشير الصحيفة إلى أن مشاعر العداء لإسرائيل لا تزال قوية فى مصر على الرغم من معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب التى تم توقيعها عام 1979.

وتحدثت الصحيفة عن ردود فعل المصريين فى شوارع القاهرة، والتى وصفتها بالمتضاربة، ففى حين لا يبالى البعض بإعادة ترميم المعبد اليهودى من خزينة الدولة، فإن آخرين وجدوا أن قرار النظام غير موفق، فى حين أن الأغلبية توافقت آرائهم مع قرار الحكومة بإلغاء حفل افتتاح المعبد، والبعض يرى أن هذا غير كافٍ.

وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأنه بغض النظر عن الرسائل المتضاربة وإلغاء افتتاح معبد بن ميمون اليهودى ورد فعل الشارع المصرى، فإن حواس يؤكد على أن مصر ستستمر فى ترميم المعابد اليهودية فى البلاد، فهو يرى أنه لا فرق بين الآثار الإسلامية أو القبطية أو اليهودية، فكلها تنتمى إلى مصر، وجزء من تراثها، ولو تعرضت المعابد اليهودية للإهمال، فإن ذلك يمثل إهمالا فى تاريخ مصر.