المحمدى قنصوة.. القوة والعدالة على منصة واحدة

الجمعة، 19 مارس 2010 01:55 ص
المحمدى قنصوة.. القوة والعدالة على منصة واحدة المحمدى قنصوة
محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا واحد من قضاة مصر الشرفاء الذين تفتخر بهم منصة القضاء، وتباهى بقوته وعدله وحزمه ومهارته بقية سلطات الدولة الأخرى، واحد من هؤلاء القلائل الذين تدعم الكفاءة والمهنية شجاعتهم وقوتهم، حينما يجلس المستشار المحمدى قنصوة على المنصة سهل جداً أن تعرف بعينك المجردة من هو الظالم ومن هو المظلوم، سهل جداً أن تعرف من هو الجانى ومن المجنى عليه لأن الجانى ببساطة سيغرق فى بحر القلق والخوف حينما يعرف أنه أمام قاض بجد، قاض من هؤلاء الذين لا تنفع معهم ألاعيب المحامين ولا ثغرات القانون.

أشياء كثيرة منحت المستشار المحمدى قنصوة تلك الشهرة وذلك الاحترام الجماهيرى، ربما منها تلك «الهيبة» التى يعشق المصريون وجودها فى الشخصيات العامة، تلك «الهيبة» التى يصنعها الإنسان باحترامه وقوته وإتقانه لكى يجبر الآخرين على أن يرتبكوا أمامه حباً واحتراماً لا خوفاً أو فزعاً، فالرجل الذى حكم على هشام طلعت مصطفى بعلو صوته بالإعدام فى وقت كان فيه المصريون على قناعة بأن رجل الأعمال الملياردير والقريب من السلطة قادر بماله ونفوذه على أن يخرج من القضية «زى الشعرة من العجين». حكم المستشار قنصوة منح المصريين اطمئنانا بأن أرض الوطن مازالت عامرة بخيراتها البشرية الجديرة بالاحترام والثقة.

الثقة هى الجائزة الذهبية للمستشار قنصوة، فهو صاحب أحكام وقرارات غالباً ما تجد رد فعل مطمئنا لدى الجمهور المصرى على عكس العديد من الأحكام التى حظيت بتيار تشكيكى لا بأس به بسبب طرق معالجتها إعلامياً. وحده المستشار قنصوة تلقى أحكامه قبولاً واطمئنانا لدى أهل الشارع، ولم لا وهو المشهود له بالكفاءة والإتقان لدرجة أن الخصوم قبل الأصدقاء أشادوا بحيثيات حكمه التاريخى بإعدام هشام طلعت مصطفى والسكرى، ووصف بعضهم حيثيات الحكم بأنها «ماتخرش الميّه» وبناء على تلك المهارة فى التعامل مع القضايا ودراسة تفاصيلها كان رد فعل هيئة الدفاع عن هشام مصطفى متوقعا سواء أكان فى أسلوب فريد الديب الذى حاول التشويش على المستشار قنصوة طوال فترة نظر القضية وفشل فى ذلك بجدارة، أم عن طريق نجل المحامى الشهير بهاء أبوشقة الذى اعترف باحترام بأن صعوبة النقض فى قضية هشام وسوزان ترجع إلى كونه نقضا على دائرة محكمة بقيادة المستشار قنصوة، وهى دائرة فى غاية الدقة والنزاهة ومشهور عنها احترامها حق الدفاع ورائعة فى تسبيبها لأحكامها.

الشهادة السابقة شىء معتاد الحدوث من الخصوم قبل الأصدقاء كما قلنا من قبل، شىء معتاد الحدوث لرجل مثل المستشار قنصوة يدعم قوته بإخلاص ومهارة غير عادية فى ممارسة عمله، فهو الذى أصدر حكماً نهائياً فى قضية المبيدات المسرطنة بأحكام تتراوح بين 3 و10 سنوات، وهو الذى أدان فى 19 نوفمبر 2009 هانى سرور أحد أبرز رجال الأعمال فى مصر وعضو مجلس الشعب بالسجن 3 سنوات، ومعاقبة باقى المتهمين بمدد تتراوح بين 3 سنوات و6 أشهر فى قضية أكياس الدم الفاسدة الملقبة بقضية هايديلينا، تلك القضية التى ظلت مرتبكة وظل التعامل معها غير واضح وغير مفهوم ومثيرا لشكوك الرأى العام الذى ظل مقتنعا ببراءة هانى سرور وعدم إدانته، حتى جاء المستشار قنصوة بقراره الحاسم والجرىء ليحسم الجدل ويؤكد أن الكل سواء أمام منصة القضاء التى يعلوها قنصوة، ولا فرق بين مليونير أو شحات، ولا تمييز بين صديق للدولة وبين جاسوس.

كل التحية إذن لهذا القاضى الشريف، كل التحية للمستشار قنصوة الذى يدين له القضاء المصرى بالفضل بعد أن ساهم بجزء كبير فى إعادة الهيبة والثقة بأحكامه المكتملة قانونياً وقراراته التى لا تعرف سوى وجه القانون ولا تنظر لشخوص المتهمين أو الجناة، ولا تعبأ بضغوط الإعلام والرأى العام.. فقط تسير على درب القانون بهدف الوصول إلى محطة العدالة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة