اتولدت لقيت الشارع هو بيتى.. نمت فى القطارات واتعرضت للاغتصاب ونفسى بنتى تبقى غيرى.. هكذا تكلمت كريمة

الجمعة، 19 مارس 2010 01:42 ص
اتولدت لقيت الشارع هو بيتى.. نمت فى القطارات واتعرضت للاغتصاب ونفسى بنتى تبقى غيرى.. هكذا تكلمت كريمة كريمة وابنتها
رانيا فزاع - تصوير - أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كريمة فتاة عمرها لا يتجاوز 23 سنة، ولدت لتجد نفسها فى الشارع بلا عائلة عاشت سنوات عمرها فى التنقل بين الشوارع، والعمل، والتسول، تحمل طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها شهرا، تقول: «أنا اتولدت لقيت الشارع بيتى، وصحابى هما عيلتى، كنت بنام فى القطارات، والعربيات، وقضيت حياتى فى الشارع بالنهار، بشتغل وأمسح عربيات، أو أشحت علشان ألم شوية فلوس أتفسح بيهم مع أصحابى فى الكابريتاج»، وإلى هنا لم تكمل كريمة كلماتها، فقد أجهشت بالبكاء، وبكت ابنتها أيضاً.

«الكابريتاج» هى لحظات السعادة الوحيدة التى قضتها «كريمة»، تذهب هناك هى وعشرات من أطفال الشوارع، ليقضوا يومهم بين التنزه والسباحة فى المياه الكبريتية بحلوان، وسط حالة من العراك اليومى مع رجال الشرطة، الذين يجبرونهم على دفع إتاوة يومية مقابل تركهم ينامون، ويعيشون فى الشارع، تقول: «لو مدفعتش فلوس ممكن واحد منهم يلبسنى قضية سرقة، ده غير التحرش اللى بتعرض له يوميا، والاغتصاب، وطبعاً مبنعرفش نحافظ على نفسنا».

وبالرغم من محاولتها المستمرة فى التخلص من الشارع ومشاكله، بالذهاب للجمعيات والعيش فيها، لكن بدا الأمر مستحيلاً، حيث المعاملة السيئة والضرب المستمر طوال اليوم، مع التحرش أحياناً من جانب مسئولى الجمعيات.

تتحدث «كريمة» عن ابنتها التى لا يتجاوز عمرها الشهر، تقول: «أنا حبيت واحد كان معايا فى الشارع، ورحنا عند مأذون واتجوزنا، وخلفنا نورا»، لكنه صدمها كما صدمها الجميع، وأظهر بطشه لها و سوء أخلاقه، و فساد مصدر رزقه، فتركته رغم أن ثمرة هذا الزواج بدأت تتحرك فى أحشائها وأنجبت، لكن رفضت أن تعيش مولودتها فى الحرام فتركته، واتجهت لقرية الأمل التى ساعدتها فى إخراج شهادتى ميلاد «ليا ولبنتى».

وسط هذا كله ما زالت كريمة تحلم بأن يعاملها المجتمع كأى مواطنة طبيعية بدون النظر إليها على أنها مجرمة، سواء هى أو أبنتها، تقول: «نفسى كمان نورا تحفظ القرآن، وتفهم كلام ربنا، يمكن تعرف تعيش صح، وتكون آخرتها حلوة».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة