إعصار «أباظة» يطيح برئيس الخدمات البيطرية بعد تورط الهيئة فى صفقة اللحوم الفاسدة.. والمعداوى ضحية مافيا الأراضى

حركة تغييرات واسعة أجراها أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الاراضى قبل يومين فى هيئتى التعمير والتنمية الزراعية والخدمات البيطرية، بثلاثة قرارات وزارية فى يوم واحد. المهندس أيمن المعداوى القائم بأعمال المدير التنفيذى لهيئة التعمير المعتذر عن منصبه ورئيس الإدارة المركزية للملكية والتصرف يشكل قاسما مشتركا فى القرارات الثلاثة.
فالقرار الأول «316» نص على نقل المعداوى إلى وظيفة رئيس الإدارة المركزية للمعلومات والتوثيق ودعم اتخاذ القرار، وتجريده من جميع مناصبه.

وهو ما اعتبرته مصادر بالوزارة عقابا للمعداوى الذى تحدى الوزير مرتين فى أقل من شهرين، وعليه قرر وزير الزراعة التخلص منه نهائيا بنقله خارج الهيئة بموجب القرار رقم 317 لسنة 2010 وندب المهندس هشام فاضل رئيس الإدارة المركزية للملكية والحيازة بالهيئة العامة للإصلاح الزراعى خلفا له.

القرار رقم 318 لسنة 2010 الذى أصدره وزير الزراعة بتعيين المحاسب إبراهيم العجمى رئيس قطاع الشئون المالية والإدارية بالوزارة فى منصب مدير هيئة التعمير هو القرار الأخطر حسبما وصفته المصادر لمخالفته قوانين الهيئة، لأن تعيين رئيس هيئة التعمير يصدر رأساً من مجلس الوزراء بناء على ترشيح وزير الزراعة وهو ما تجاوزه أباظة بإصداره القرار بتوقيعه.

وفى هيئة الخدمات البيطرية وعلى غير المتوقع أصدر أباظة قراراً أطاح فيه بالدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة رغم قربه الشديد منه، وندب الدكتور محمد مصطفى الجارحى وكيل مركز البحوث الزراعية خلفا له.

الوزير فى تصريحاته للصحفيين عقب صدور القرارات أكد أن سماحة طلب إلغاء ندبه لأن المجمع الانتخابى بالحزب الوطنى اختاره لخوض انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى فى أبريل المقبل.

وهو ما أكده سماحة نفسه فى تصريحات لـ«اليوم السابع»، لكن مصادر بهيئة التعمير كشفت أن صفقة اللحوم الهندية المصابة بمرض «حويصلات الساركوسيست» والمحتجزة حالياً بميناء الإسكندرية هى السبب الحقيقى وراء إقالته من منصب الخدمات البيطرية، خاصة أن الاتهامات طالت سماحة بالتقصير فى اختيار اللجان المشرفة على استيراد اللحوم.
واعتبرت المصادر أن صفقة اللحوم الهندية هى القشة التى قصمت ظهر البعير، فأباظة تغاضى عن اتخاذ قرارات ضد سماحة فى عدة صفقات مشابهة قبل ذلك، لكن عندما وجد الوزير أن الاتهامات ستطاله لأن قرارات الاستيراد تصدر منه شخصيا ضحى بسماحة.