جار النبى الحلو يكتب .. أحمد السرسى

الخميس، 18 مارس 2010 10:51 م
جار النبى الحلو يكتب .. أحمد السرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخذتنى رواية "ملحمة السراسوة" لأحداث وقعت على بعد قرنين كاملين من الزمان، وأتابع فرحا رحيل موسى السرسى من منوف إلى القاهرة ذات فجر بعيد ليصبح شيخ الأزهر الجليل الذى افتتح ملحمة الرحيل لهذه العائلة، تجولت بين أراضى السراسوة ومعاصرهم ومطاحنهم، وعشت مع "مريم" العفيفة الجميلة أحلامها وقوتها وتصميمها، مريم .. يا لتلك الأسطورة التى هام بها "قفل" المملوك الفظ الذى لا يرضى بأقل أن يعمل السراسوة فى خدمته، ولما أفتتن بالجميلة دخل دارهم الكبيرة على حصانه وطلبها له، ولكن بتدبير مريم والأسرة تهوى البلطة فوق رأس المملوك، وفى الحفرتين كانت جثة المملوك ومن معه والحصان، ثم أوغلوا فى قلب الليل، والغيطان، تركوا "سرس" بمنوف والتى ظل اسمها ملتصقا بهم، متمسكين بالحياة خاصة أنهم ملتفون بوشاح الشرف والكرامة الذى ظل فخرا لكل السراسوة على مر الزمن، هذه الحكاية التى بدأت لعائلة صارت ملحمة على يد الحفيد "أحمد السرسى" الشهير بـ"أحمد صبرى أبو الفتوح" .

أخذتنى ملحمة السراسوة فصرت واحدا منهم، أعرفهم بالاسم، أعيش أفراحهم، ومعاركهم، وترجفنى تلك الدراما العنيفة التى واجهوها فى كل مكان، أوغلوا فى المكان والتاريخ، وكان الرحيل داخل الدلتا: ليلتان فى اتجاه طنطا، وليلة فى اتجاه المحلة الكبيرة، حتى نصل إلى، تل الذئاب"، وتبدأ أنشودة الصعود، ويبدأ بناء الدار الجديدة، الحلم الذى يصبح "عزبة أحمد سيد أحمد"، وتدمع عيناى حين تموت الجدة فيقول أحدهم "لنا فى هذا الثرى أحباب". ملحمة حقا يا أحمد، صدر منها جزآن الأول "الخروج" والثانى "التكوين –عن دار ميريت- وفى انتظار ثلاثة أجزاء أخرى. السراسوة متعة التقيت بها سابقا فى ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة والحرافيش. ولكن ليست هذه هى الحكاية.

الحكاية أنه صدر "كتاب القصة "من العراق فى العام 1978 يضم قصصا لأدباء شبان من كتاب مجلة الطليعة الأدبية، ومن مختلف الدول العربية، وتم اختيار قصتين من مصر، قصتى "القبيح والوردة" وقصة "عنبر الأموات" لأحمد صبرى أبو الفتوح، لا تظنوا أن الأمر عادى، لا، لأننى ظللت ولمدة سبعة وعشرين عاما أبحث عن شخص اسمه أحمد صبرى أبو الفتوح، ولم أجده، ولم ألتق به صدفة لا فى مقاهى المثقفين أو الندوات، لذا قررت بينى وبين نفسى أنه اسم وهمى كتبه أحدهم، وذات يوم وأنا فى كافيتريا القناة السادسة إذا بصديق شاب "طلال" يقدم لى شخصا مهيب الطلعة رغم طفولة وجهه وابتسامته العذبة جدا، قائلا: الأستاذ أحمد صبرى أبو الفتوح، هنا ذهلت، وصرخت: أنت... بصحيح!! حقا! فعلا!

كنت قد استبعدت تماما أنه شخص حقيقى، وفرحت، وأصبحنا أصدقاء، وقرأت له ما كتب، غير أننى حين قرأت ملحمة السراسوة أخذتنى فى أسرها، أهيم حبا بشخوصها وناسها، وصاحبها أحمد صبرى أبو الفتوح وهو من سلالة بشر يدركون أن الأرض هى الثروة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة