أكد الكاتب الكبير "جمال الغيطانى" رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب أنه سيترك الصحيفة قريبا ليترك الفرصة لغيره من جيل الشباب، بالإضافة إلى أنه مقبل على عامه الـ65 ويرغب فى الراحة بعيدا عن الصحافة التى يشعر بالندم على الوقت الذى أضاعه بالعمل بها.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الأربعاء، بالمركز الثقافى الإسبانى "سيربانتس" ضمن سلسلة اللقاءات الثقافية التى يعقدها المركز، وبحضور الناقد الدكتور "محمد عبد المطلب" و"خافيير لويس" مدير المركز.
وتحدث "الغيطانى" عن نشأته وقال "ولدت بقرية جهينة بسوهاج يوم 9 مايو عام 1945، حيث كانت ألمانيا توقع وثيقة استسلامها فى الحرب العالمية الثانية، وبعد فترة انتقلنا إلى القاهرة وكنا نسكن بيت من خمسة طوابق فى درب الطبلاوى، ومازلت أذكر حتى الآن كيف كنا ننزل إلى الطابق الأول لنحتمى من غارة جوية إسرائيلية.
وأضاف "وكان فى درب الطبلاوى جوارنا "قصر المسافر خانة" الذى احترق تماما وكتبت عنه كتابا من ذاكرتى، وكان المكان حولنا مثقلا بالتاريخ فأينما ذهبت كنت أجد مئذنة أو مشربية أو مدخلا لمسجد، وكان المكان يحوى مركزين أساسيين أولهما مسجد وضريح سيدنا الإمام الحسين الذى حل محل المسيح والإله المصرى القديم "أوزير" الذى استشهد من أجل الحق مما يوحى بالاستمرارية فى الثقافة المصرية مع تبدل الرموز فقط، أما المركز الثانى فقد كان الأزهر وهى منطقة تمثل حالة ثقافية، فعلى الأرصفة تلمح باعة الكتب المستعملة والمكتبات ومطابع تطبع بلغات الأمهرية والكردية والأردو.
واستكمل "عندما كنت طفلا كان يصحبنى والدى إلى هناك أتجول وأشترى الكتب بعد صلاة الجمعة، وكان والدى "فقير" ورحلته فى الحياة شاقة جدا، وكنت طفلا مشغولا بسؤال "أين غاب الأمس؟ "فكنت أسأل من هو "الطبلاوى" ، ومن هو "الحسين؟" وهذه الأسئلة كانت مشتعلة فى رأسى وأنا فى الخامسة من عمرى، وعندما دخلت المدرسة تعلمت القراءة وفتحت لى البوابة السحرية للمعرفة، وكانت أول رواية قرأتها هى "البؤساء" لفيكتور هوجو.
ثم تحدث عن شغفه بالكتابة، وقال"بدأت الكتابة وعمرى 14 عاما وكنت مشغولا بـ"كيف أكتب شيئا لم أقرأ مثله"، ومن عام 1959 حتى عام 1967 وأنا أجرب أشكالا مختلفة وطرقا جديدة للسرد ومواد جديدة للحكى، حتى استقررت على العصر المملوكى الذى لم أخرج منه حتى الآن لأنه مازال مستمرا بقيمه وأساليبه التى لاتزال موجودة حتى الآن.
ثم انتقل "الغيطانى" للحديث عن الأدب الحديث، وأكد أن الواقع الثقافى يعانى فسادا كبيرا وليس أدل على ذلك من ظاهرة "البيست سيللر" أو "الأكثر مبيعا" التى يتخذها البعض مقياسا لجودة العمل رغم أنها لا تدل على شىء.
وانتقد "الغيطانى" من يقارنون "نجيب محفوظ" بـ"أنيس منصور"، وقال: "أنيس منصور" يكتب كتابة تشبه ورق "الكلينكس" لا تتعمق فى الواقع وهو موهوب فى مكانه ولكن لا يصح مقارنته بنجيب محفوظ.
وأبدى الدكتور "محمد عبد المطلب" إعجابه الشديد بأسلوب الغيطانى فى الكتابة، وأكد أنه متفرد ونادر حتى إنك لو نزعت اسمه من على رواياته ستعرف على الفور أنها للغيطانى.
وفى نهاية اللقاء سلم "خافيير لويس" درع المركز للغيطانى الذى اعتبره واحدا من أهم الكتاب المصريين والعالميين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة