بدأت حياتى العملية حالماً ممتلئاً بقوى الشباب الذين يرون أنهم سيغيرون وجه الأرض إلى ما هو أفضل، ووجدت كلمة الصحفى هى الأكثر بريقاً أمامى، فما أجمل أن تكتب كلمة تخرج من وجدانك فتؤثر فيك وتتمنى أن ينتقل التأثير إلى كل من يقرأها، فإذا كانت هذه الكلمة تحمل خيراً فهنيئاً لك بما قدمت من رسالة تحقق أحد أهم أهداف ووظائف الإعلام، وعلى الرغم أن بداية عملى بالإعلام كانت مشرقة فى نجاحى بالتليفزيون المصرى بمختلف قنواته الثالثة ثم الأولى فالفضائية واستقر الحال على بيتى الحالى قناة النيل الدولية (نايل تى فى) تخللها العمل بشكل متقطع فى عدد من قنوات النيل المتخصصة، مما يعكس تجربة طويلة المدى شملت انتصارات وانكسارات عديدة، أعتبرها ناجحة فى مجملها، لكنها لم تحقق لى أحلامى، فدائما ما كانت رؤيتى للتأثير الذى أرجوه أن يحقق جماهيرية طاغية ويظل تأثيره مستمرًا، ووجدت أن ذلك لم يتحقق إلا للمفكرين وكبار الكتاب والذين أحببت منهم العبقرى الراحل د.مصطفى محمود مثلى الأعلى فى الفكر والحكمة التى تتدفق من الأستاذ أنيس منصور والساخر الذى رأى حالنا الآن منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً، وهو يوسف عوف والصحفى السيناريست المعارض خفيف الظل بلال فضل والكاتب الصحفى الذى تم نسبه للصحافة الرياضية، لكنه مفكر شامل بحق وهو الأستاذ حسن المستكاوى، وسعدت بكبسولات ياسر رزق رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، والحقيقة التى يبحث عنها وائل الإبراشى وغيرهم العديد من الأساتذة الكبار من الأجيال المختلفة.
وقد يرى البعض ذلك التنوع فى العمل مخرجاً وكاتباً للبرامج والأفلام التسجيلية والمقالات فى العديد من المجالات تميزاً خاصاً يراه آخرون تخبطاً وعدم تحديد التخصص بوضوح أمر غير مناسب لعالم يزداد فيه التخصص لتزداد دقته عاماً بعد آخر، لكنه قدرى الذى منحنى حياة مليئة بالزخم الفكرى فى مجالات عديدة أسعدتنى كثيراً، لكن وجود رسالتى بعيدة عن الجماهير تجعلنى أكرر السؤال على نفسى يوماً بعد آخر، هل ما قدمته على مدار سته عشر عاماً يعد بالفعل إبداعاً، فأجد عقلى الباطن يسعى لإرضائى فيؤكد ذلك، مستدلاً على ذلك بذلك الكم الهائل الذى يسكن مكتبتى من جوائز لمهرجانات مختلفة، لكننى أعود مرة أرى لأواجه نفسى بكل صراحة، مؤكداً أنه طالما لم يصل إبداعى إلى مستحقيه فعلى الانتظار حتى يصل بل ويؤثر فيهم، ساعتها يمكننى التساؤل بحق وربما أجد إجابة أفضل، لكننى أعترف إليكم جميعاً، الآن بعد 16 سنة فى خدمة جمهور خارج الحدود لست مبدعاً.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة