د. أشرف بلبع

هل هناك فرصة لأنصار التغيير؟

الأربعاء، 17 مارس 2010 06:50 م


التغيير مطلب الكثيرين من المصريين. يدفع هذا المطلب فى النفوس تعدد أنواع المعاناة، وحالة عامة من فقدان الثقة والقلق من الحاضر والمستقبل.

بالرغم من حدة هذا المطلب فى النفوس فإن معظم المصريين مازالوا ينظرون للأمر، وكأنه قدرهم، وعليهم معايشته كل بما أوتى من حيلة، بينما لا يتقدمون للمشاركة إلا فى حالات الدفاع عن الحقوق المباشرة، يركن النظام براحة إلى هذا الوضع، فيكتفى بسياسة إطفاء كل حريق على حدة.

فقدت الغالبية من المصريين ثقتها ولم تولها لأحد حتى وقتنا هذا، إيمانا منهم بأن كل يسعى من أجل نفسه، وليس من أجل من لا ظهر لهم من المطحونين.

ينتظر تيار التغيير دخول مستجدات محورية على المعادلة الموجودة حاليا حتى يكون له فرصة الانطلاق والفعل المؤثر، هذه المعادلة يمكن تلخيصها فى كثير من الحركة بدون القدرة على مبارحة المكان بسبب الحصار المفروض من قبل النظام.

أول هذه المستجدات هو تحالف كل الناشطين فى تيار التغيير، وأن المطلوب لبناء قوة الدفع التى يحتاجها تيار التغيير هو تعدد المبادرات التى لكل منها لها مسعاها الخاص، ولكن يشترك الجميع فى تحالف معلن من أجل الهدف الواحد الذى يجمع ولا يفرق، وهو نزاهة الانتخابات بأنواع الأشراف والرقابة المطلوبة، بالإضافة للتداول الحر للسلطة بما يستدعى ذلك من تعديل لمواد الدستور 76، و77، و88.

ثانى المستجدات المنتظرة وبشدة هو إيمان الشباب بأن التغيير هو الأمل فى مستقبل أفضل يؤمن لهم احتياجاتهم المستحقة، وفرصة من أجل تحقيق طموحاتهم، دخول الشباب كعنصر فاعل جدا فى المعادلة بكل ما لهم من حماس وأساليب إبداعية فى التعامل مع الواقع الخانق سيكون له أثر بالغ فى تغيير نمط الحركة إلى الإنجاز.

ثالث: المستجدات هو ظهور قيادة تتوحد حولها القوى المناصرة للتغيير، حيث إنه حتى لحظتنا هذه لم تحتل أى شخصية معينة هذه المكانة باستقرار. لا شك أن ظهور هذا المستجد لأول مرة منذ عشرات السنين كبديل مقابل للنظام سيمكن الشعب من المقارنة الواضحة والاختيار الميسر. ولا شك أيضا أن ظهور الدكتور البرادعى يأتى كمستجد مواز للطرح السابق، وقد يستطيع أن يملأ هذه المكانة، ولكن هذا له شروطه، أول هذه الشروط أن يأخذ دكتور البرادعى قرارا واضحا بأنه سيكون رأس الحربة التى لا تهاب فى هذ الكفاح. ثانى الشروط أن كفاحه سيكون فى الشارع وسط الناشطين السياسيين والشباب المتحمس الذين سيكونون جسم الحربة التى هو رأسها.

رابعا: أن يستغل دكتور البرادعى كل ما ميزة به الله من مكانة دولية وصوت مسموع ليكون هو من يدافع عن تيار التغيير، وأنصاره بشراسة مقارنة بشراسة النظام، مستغلا كل ما وقعت عليه مصر من مواثيق دولية كاشفا أمام العالم كل صنوف الخرق التى يدمنها النظام. إن قدر الاندماج مع الشارع والشراسة التى سيدافع بها ليس فقط عن حقوقه،ولكن عن حقوق كل من ينشط مخلصا من أجل دفع تيار التغيير سيكون هو الأساس فى تقلده زعامة هذا التيار أمام الشعب.

خامس المستجدات على المعادلة الراهنة هو أن يولى الشعب ثقته تدريجيا لهذه القيادة الجديدة التى أقنعته بكفاحها من أجله بعد أن سحبها سابقا من الجميع. هذه الثقة هى التى ستدعو الشعب إلى الاتجاه بنظرة فى صوب هذه القيادة يسترشد بها، بل ويحميها عند الضرورة، عندما يولى الشعب ثقته لتيار ما ستكون هذه بداية تحول الشعب من الانعزال عن الفعل السياسى والانكفاء على الذات إلى المشاركة المتنامية فى دفع جهود التغيير نحو النهضة، وهنا تكتمل منظومة الإنجاز.

إن الشعب ولا شك يحتاج لمن يستحق ثقتة المفقودة ولمن يقود بمقتضى هذه الثقة، وعندها ستقلب المشاركة الشعبية موازين المعادلة التى تخنق التغيير فى مصر، فلتنهضى يا أرض الكنانة.

* أستاذ بطب القاهرة.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة