من المآسى ما يمتد به حاضرنا المعاصر من انحدار مصر إلى هذا الوضع الحرج فى التصنيفات الدولية الذى ينبىء عن سقوط الدولة سقوطا منقطع النظير، وأصبحت البلاد تسير بين خطين متوازيين يحكمها رجال أعمالها بدقة متناغمة مع انعدام وجود معارضة شعبية ما بين إضرابات متفرقة لا يلتفت إليها أحد.
وإن كانوا يتعللون بأنهم يقطعون شوطا واضحا فى التقدم وإحراز ما نرمى إليه، فلنقدم لهم نماذج حية أحرزت النهضة الشاملة وسط مناخ أشد صعوبة من مناخنا الذى نعيش فيه.
ما رأيكم بالتجربة الهندية التى كانت منذ زمن قصير دولة فقيرة متخلفة، والقفزة الهائلة فى التقدم العلمى والتكنولوجى رغم تنوعها الدينى وضخامة سكانها ومساحتها.
ما قولكم فى التجربة الماليزية بقيادة مهاتير محمد الذى استطاع من خلال منصبه – يا أصحاب المناصب - أن يضع نهجا تربويا وقانونيا للتنمية والنهضة، مما أتاح لها نهضة صناعية واقتصادية هائلة وقفزة نوعية بموارد محدودة للغاية.
وماذا يحدث فى تركيا التى أصبحت فى تسير على جناحين عملاقيين من العلاقات الدولية الخارجية القوية وتجبر الآخرين على احترام سيادتها وأمنها واليتها فى التقدم والحداثة.
كل هذه التجارب وغيرها أضحت فى مصاف الدول العظمى وتحررت من التخلف والفساد والقهر والاستبداد، وأصبح الفرد فيه آلية للمجتمع ككل، تقدم له خدمة راقية حفاظا على آدميته، يشارك وبصدق فى اختيار من يقوده ويعزز مكانته التى وصل إليها دوليا، فنتج عن سياستهم الاهتمام بالتعليم الذى بالتبعية أفرز مهنيين فى أدائهم وواجباتهم فى كل مجال.
نحلم بوطن له سيادة قانونية لا تخدم مصالح أحدا بعينه، لا تتبدل ولا تتغير تبعا للأهواء والرغبات، وطن لديه رؤية لنهضة شاملة على كافة الأصعدة ووضع إليه مناسبة لتحجيم الفساد وجذوره من منابعه، نريد وطنا شغوفا بملاحقة التقدم ومسايرة النهضة العلمية فى كل مكان.
بالله عليكم ابحثوا عن تجارب الآخرين ممن سبقونا، فحتما هناك خللا واضحا فى السياسات، حتى ضاعت مصر أو على أوشكت على الغرق.
هشام عارف عبد الراضى يكتب: ابحثوا فى تجارب الآخرين
الأربعاء، 17 مارس 2010 07:10 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة