دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إلى تبنى جدول أعمال عالمى نحو تحقيق الأهداف عندما يلتقى قادة العالم فى قمة الأمم المتحدة بنيويورك فى شهر سبتمبر القادم فى وقت لم تعد فيه سوى خمس سنوات على الموعد النهائى عام 2015 لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وفى تقريره، "الوفاء بالوعد" قال كى مون "يجب ألا نخذل آمال المليارات من الأشخاص الذين يتطلعون إلى أن يفى المجتمع الدولى بوعده فى إعلان الألفية من أجل عالم أفضل. دعونا نلتقى فى سبتمبر للوفاء بالوعد".
وصرح كى مون فى التقرير الذى أشار فيه إلى الأهداف المبنية إلى إعلان الألفية الثانية، والذى استهدف وبصورة كبيرة تقليص الفقر والجوع والمرض ووفيات الأمهات والأطفال وأمراض أخرى بحلول عام 2015 بقوله: "إن عالمنا يمتلك المعرفة والموارد لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية".
وأضاف كى مون أن الإخفاق فى تحقيق بعض الأهداف "سيكون فشلاً غير مقبول من الناحية المعنوية والعملية". وإذا ما أخفقنا فى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، فإن ذلك يعنى تزايد الأخطار التى يواجهها العالم؛ من عدم استقرار وعنف وانتشار الأمراض الوبائية والتدهور البيئى والنمو السكانى المتزايد.
ويشير التقرير إلى أن هناك عدداً من الدول قد حققت نجاحات هامة فى مكافحة الفقر والجوع المفرطين، وتحسين نسب الالتحاق بالمدارس وصحة الطفل، وتوسيع نطاق النفاذ الى المياه النقية، وتعزيز السيطرة على الملاريا والسل والأمراض الاستوائية المهملة، وتوفير الفرص المتزايدة لعلاج مرض نقص المناعة HIV.
وقد تم إحراز هذه النجاحات فى بعض البلدان الأكثر فقراً، مما يدل على إمكانية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بالفعل من خلال اتباع السياسات الصحيحة وتوفير المستويات المناسبة من الاستثمار والدعم الدولى.
ورغم ذلك فإن التقرير يشير إلى أن التقدم كان متفاوتاً ومن المحتمل ألا تُحقّق العديد من الأهداف فى بلدان كثيرة بدون بذل جهود إضافية. فالتحديات بالغة الخطورة فى البلدان الأقل نمواً، والبلدان النامية غير الساحلية، وبعض دول الجزر الصغيرة النامية، حيث تكون هذه المناطق أكثر عرضة للأخطار الطبيعية، وكذلك البلدان التى تعانى من الصراعات أو الخارجة من صراعات.
يوضح التقرير أن الإخفاق فى التقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لا يرجع إلى عدم إمكانية تحقيقها أو لضيق الوقت، بقدر ما هو نتيجة لعدم تحقيق الالتزامات وعدم توفير الموارد الكافية والنقص فى تحمل المسئولية.
وأشار التقرير إلى أن القيمة الحالية لالتزامات المساعدة الإنمائية الرسمية فى مؤتمر قمة مجموعة الثمانى المنعقدة فى جلين إيجلز عام 2005 إلى 154 مليار دولار أمريكى تقريباً؛ وهناك حاجة لتوفير ما يقرب من 35 مليار دولار أمريكى كتدفقات إضافية سنوية بحلول عام 2010 لتحقيق هذا الهدف.
وسوف تحتاج أفريقيا إلى 20 مليار دولار أمريكى إضافية من الزيادة فى المساعدة الإنمائية الرسمية عام 2010، وذلك حتى تصل إلى الهدف المحدد فى مؤتمر قمة مجموعة الثمانى بجلين إيجلز، وهو تحقيق 63 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2010. ويذكر التقرير "أنه إذا لم يتم إنجاز هذه الوعود، فسوف يعانى الفقراء وسوف يلقون حتفهم بالفعل بأعدادٍ كبيرة".
ويشير التقرير إلى عدة مقترحات واعدة من الحكومات لضمان تمويل مناسب للأهداف الإنمائية للألفية، يتضمن تمويلا جديداً لبناء نظام صحى أفضل وتحقيق مبادرة الأمن الغذائى فى مؤتمر قمة مجموعة الثمانى فى لاكويلا.
ولابد من العمل لاستغلال هذه الفرص على وجه السرعة لضمان الحفاظ على الالتزامات طويلة المدى بحلول وقت انعقاد قمة مجموعة الثمانى وقمة مجموعة العشرين فى كندا فى شهر يونيو لعام 2010.
وينادى تقرير الأمين العام فى الوقت نفسه بضرورة تطوير خطط تمويل مبتكرة. فقمة الأهداف الإنمائية للألفية فى سبتمبر يجب أن تتبنى إطار عمل يعتمد المسائلة يكون داعما لتعهدات المعونة الدولية ويربطها بنتائج وفق جداول زمنية ويضع آليات للمتابعة والتنفيذ.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة