أغانى الأم من "ست الحبايب" إلى "أبو أمك"

الأربعاء، 17 مارس 2010 02:39 م
أغانى الأم من "ست الحبايب" إلى "أبو أمك" الفنانة شادية
كتب ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ست الحبايب ياحبيبة يا أغلى من روحى ودمى ياحنينة وكلك طيبة يارب يخليكى يا أمى"، كم كانت هذه الكلمات بما تحمله من صدق ومشاعر هى أغلى هدية من الممكن أن يهديها شخص إلى أمه فى عيد الأم، كلمات بسيطة وصادقة كتبها حسين السيد بدون "فزلكة" فتحت الباب للكثير من المبدعين لتقديم أغانى عيد الأم منها قصيدة "خمس رسائل إلى أمى" لنزار قبانى، و"أحن قلب" للموسيقار محمد فوزى وأغنيتى "ماما يا حلوة" و"أمى" لشادية ، "يا أمى" لنجاح سلام ومحمد فوزى، وأغانى "أمى يا ملاكى" "وأمى الحبيبة" و"معييش أجيب هدية" لفيروز، و"يا أمى" لنجاة الصغيرة ، و"ماما يا مامتى" للثلاثى المرح ، "يا حبيبتى يا غالية" لسعاد محمد، و"كل سنة وأنتى طيبة يا مامتي" لوردة، وكان مسك الختام بأغنية "يا ماما" لسعاد حسنى.

ثم اختفت أغنية الأم لقرابة 20 عاما تقريبا، لتعود مرة أخرى وقد تغيرت معها أشياء كثيرة فى ثقافة وأخلاق الشعب المصرى ومصادر الثقافة وانحدار الذوق العام وتشويه مضمون الفن ، وصعود بعض الغوغاء لمنابر الأغنية، حتى نصل إلى المطرب الشعبى شعبان عبد الرحيم وهو يغنى للأم قائلا "أمك .. خلى بالك على أمك"، وهو لفظ مع فظاظته يحمل أيضا تورية لشتيمة بالأم ، لحقتها أغنية "أوعى حد فيكم يزعل أمى" لسعد الصغير ويقدم الأم فى شكل كاريكاتيرى هزلى يسخر من الأم بدلا من تبجيلها، ثم يتبعه شخص اسمه عبد الكاتب لا نعرف من أين جاء يغنى فى فيلم "دكتور سيليكون "أبو أمك"، وهو يريد أن يفهمنا أنه يقصد بهذا اللفظ الغناء لـ"الجد"، ولكن لا يغفل على لبيب وما أكثرهم من المصريين أن اللفظ به تورية لشتيمة دارجة، وبين هذه الفجاجة هناك محاولات لا يمكن إغفالها لجيل المطربين الحالى للإسهام باغانى عن الأم مثل هشام عباس الذى قدم أمى الحبيبة وأغنية أمى ثم أمى من غناء مجموعة من المطربين، إلا أن صوتهم لم يسمع بين هذا الضجيج الغنائى الفظ الذى حول أغنية الأم من عبارات الحنين والامتنان للأم إلى شتائم بالأم.

الناقد الفنى أشرف عبد المنعم يقول "لقد حذرت منذ فترة أننا بالفعل على مشارف حالة من توطن الشتائم فى النص الفنى سواء أغنية أو فيلم أو مسلسل أو مسرح وبدأت المسألة فى الثمانينيات من القرن الماضى فى فيلم سواق الأتوبيس عندما قال للنشال "يا ولاد الكلب" بدأت يتدرج استخدام الشتائم فى المصنف الفنى مثل كلمات "مومس" حتى وصلنا إلى فيلم اتش دبور عندما ادخل كلمات "A7A" أو قلب ولدى على " فكر ماذر" خد فطيرك ونعرف أن هذه الكلمات جميعها هى تورية لمعانى قبيحة لم ندرك وقتها أن هذا انعكاس لانحدار ثقافى حتى أصبح المصنف الفنى مرتبطة بالشتيمة".

ويضيف أشرف "فى بدايات الفن المصرى وحتى الخمسينيات كانت أفلامنا مدعمة من التراث الأدبى العالمى مثل أفلام الغريب ونهر الحب، وذلك كان ينعكس على صناعة الأغنية لأن القائمين على الإنتاج وقتها كانوا مثقفين، أما الآن فالقائمون على صناعة الفن هم مجموعة من معدومى الثقافة لا يملكون سوى هذه الإفيهات الرخيصة ، طفوا على السطح مثل النفايات فى غفلة من أجهزة الدولة الثقافية وهم فى الواقع مثل الرعاع الذين احتلوا قصرا وعبثوا بما فيه من تراث فنى وظنوا أنه هكذا أصبحوا مبدعين حتى تحولت مصر إلى "منور" الدول العربية الذى أصبح مليئا ،بالقمامة والحيوانات الضالة وأصبحنا نقلد الأمريكان بشكل أعمى حتى أصبحنا مسخ سخيف ، فأصبحنا فى عصر ستار أكاديمى ذلك البرنامج الذى يكرس للتفاهة ، والسؤال الذى يطرح نفسه ما هى فائدة أجهزة الرقابة بأنواعها إذا كانت النتيجة هو خروج مثل هذه الأغنيات".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة