أحمد فكرى يكتب.. كلنا مع التغيير ولكن.. تغيير ماذا؟؟

الأربعاء، 17 مارس 2010 02:11 م
 أحمد فكرى يكتب.. كلنا مع التغيير ولكن.. تغيير ماذا؟؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التغيير.. التغيير.. التغيير. الكل أصبح يرددها، الكل أصبح ينشدها، سمعناها.. نعم حلوة النطق، حلوة على أسماعنا، فهى سنة حياة، ولكن منا إن سألته نغير ماذا؟ ينظر إليك باستهزاء وكأن أصابك الجنون، الأغلبية تنشد تغيير الدستور وتغيير السلطة وتغيير الحاكم فماذا عن المحكومين؟ الكل يسقط عيوبه على شئ، لا نعترف بالخطأ. دائمًاً ما ننسب الهزيمة للآخر دائمًاً ما نرمى فشلنا على الغير دائمًا ما ننسب النصر لقوتنا والفشل لتحديات الطبيعة! لقد أصبحنا شعباً متعجرف لا نرضى بحالنا وأيضًاً لا نرى ما بنا من عيوب فنحن لسنا شعباً واحداً قوامه 75 مليوناً، ولكننا 75 مليون فرد قوامه 75 مليون أنا.. نتكلم عن التغيير والكل ينظر له أنه لدى السلطة وحدها، الكل يسب، يلعن، يعارض الكل يضخم فى أناه حتى تعالى عن الأخطاء والسلبيات وتنزه عن كل إثم، بالله عليكم أحد يجيب محدود فهم مثلى على أسئلتى هذه.

من سيغير سياسة أنا وبعدى الطوفان؟
من سيغير سياسة مالا سآكله أبعثره؟
من سيغير مقولة إنت مش عارف بتكلم مين؟
من سيغير سلوك شخص يقف بسيارته بعرض الطريق ليصافح صديقه المقابل؟
من سيغير سياسة الجشع فى شخصٍ يبيعك شيئاً وضع عليه نسبة 150% تحسباً للفصال؟

من سيغير سياسة فرد طاقته أن يأكل حبة برتقال وأصبعين موز، ولكن كيف وهو فلان لابد أن يحمل ما عند الرجل من فاكهة أليس ذلك تباهى بتضخيم الأنا؟

من سيغير شخصٍا يأتى من آخر الطابور ليقف أمامك عنوة مستعرضاً عزب لسانه فى السباب قبل أنا يستعرض عضلاته فى البطش بعباد الله؟

من سيغير سلوك (الفهلوة والحداقة) والتجارة فهلوة وشطارة لتكون التجارة سلوك وصدق دخل بها الإسلام بلدان؟

من سيغير سياسة الغلاء عند زيادة الطلب أليس هذا التاجر أنا وأنت وهو؟

من سيغير فكر أستأثر به لنفسى بدلاً أن ينتفع به غيرى ولا يهمنى من يحتاج إلى ذلك الشىء ولمن يكون؟

من سيغير فكر المتاح للجماعة مباح للفرد. أشبع أنا، ألتهم أنا، مصلحتى أنا، وإن تبقى شىء فهو هبةُ منى لهم؟

من سيغير فكر موظف كل همه يستعرض ذاته ويستعرض فنونه فى المقدرة على البطش بتكدير خلق الله أليس الموظف هذا أنا وأنت وهو؟

من سيغير فكر إلحاح الحاجة ورغبة الإشباع الفور؟ أليس هذا سبب الغلاء والغنى الفاحش لمن يستغل سلوكياتنا هذه؟ ماذا لو أجلنا شراء الحديد شهور؟ ماذا لو قاطعنا اللحوم شهر؟ ماذا لو.. والكثير لن نموت.

الكل يسخط على نماذج من (التورم) المالى وإن كان النموذج الأشهر أحد عز فلننظر لما سبق سنجدنا جميعاً أحمد عز، لا أزكيه ولكننا جميعاً ننتظر فقط الفرصة لأنه النهم وعدم الشبع استأصل فينا. فما يكفى مليون فرد لو أتيح لفرد واحدٍ لن يتردد فى استئثاره لنفسه وهنا سيكون التغيير فقط الذى ننشده بأن يتغير الفكر ويصبح هذا ليس طمعاً ولكنه رزقاً من الله اصطفى به هذا الشخص على عباده وهذا هو التغيير الوحيد الذى يمكن أن يكون فى التو واللحظة، إننا لا نريد رئيساً جديداً بقدر ما نحتاج إنساناً جديدا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة