حذر د.محمود أبو زيد وزير الرى والموارد المائية السابق من خطورة تلوث الخزان الجوفى للمياه المصرية، مؤكداً أن أصعب ما يمكن أن يواجهنا خلال السنوات القليلة القادمة هو تلوث الخزان الجوفى للمياه المصرية، مشيراً إلى معاناة مصر من عدم استكمال تغطية الصرف الصحى فى القرى بنسبة 96% والمدن بنسبة 40% بما يعنى أن 4% فقط من الصرف بالقرى مغطى والباقى مكشوف، حيث يتسبب فى ظهور العديد من الأمراض المتعلقة باستخدامات المياة فى القرى مثل الفشل الكلوى والأمراض الكبدية بجانب ارتفاع نسبة تلوث الخزان الجوفى للمياه.
ودعا أبو زيد خلال لقائه بأعضاء روتارى القاهرة برئاسة د.محمد شعراوى مساء أمس، إلى ضرورة وضع إدارة متكاملة للموارد المائية من خلال رسم خطة مائية لمصر لما بعد عام 2017 فى ظل محدودية الموارد المائية، وذلك من خلال العمل على تطهير الترع والمصارف وإزالة التعديات واستكمال شبكات الصرف الصحى وترشيد استخدام المياه وتطوير الرى ووقف ردم الترع والمصارف، معلناً أن عمليات الردم المستمرة للترع والمصارف والبحيرات وحصارها بالمبانى يمثل خطورة كبيرة على مصر.
فيما يخص فاقد المياه شدد أبو زيد على ضرورة العمل على تقليل هذا الفاقد من خلال المشروعات الدولية المشتركة، بما يمكننا فى توجيهه نحو المشروعات الزراعية والصناعية لتعظيم عائدات الصناعة والزراعة باستخدامه.
ودافع أبو زيد عن مشروع توشكى، قائلاً "إذا كان مشروع توشكى لم يحقق أهدافه حتى اليوم فهذا ليس عيباً، لأن المشروع لم يستكمل بعد، حيث قمنا بالزراعة فقط دون استكمال البنية الأساسية لإنشاء مجتمعات جديدة بحيث تصبح توشكى مشروعاً متكاملاً، ولذلك البعض يعتقد أن المشروع فشل على غير الحقيقة"، مضيفاً أن التعدى على الأراضى الزراعية، خاصة فى غرب الدلتا وعدم استكمال منظومة صيانة الترع بسبب قلة الموارد والمخصصات يعد واحداًَ من أهم التحديات التى تواجههم خلال المرحلة المقبلة.
وتطرق أبو زيد إلى أن التدخلات الدولية خاصة من جانب إسرائيل للضغط على دول حوض النيل أو لإقامة مشروعات تنمية بدول حوض النيل حتى الآن ما زالت غير مؤثرة، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تلعب وحدها فى منطقة دول حوض النيل وإنما هناك دول أخرى كثيرة تشارك فى مشروعات تنموية، مشدداً على أهمية الانتباه لعدم خروج مياه النيل خارج دول الحوض، قائلاً "المياه أصبحت سلعة تباع فى بعض الدول وهو أمر خطير وعلينا أن نتنبه إلى ضرورة عدم خروج المياه بعيداً عن دول الحوض".
وطالب أبو زيد بضرورة إقحام المواطن المصرى فى مشكلات المياه، مؤكداً على أهمية مشاركة القطاع الخاص فى تنفيذ مشروعات الرى، نافياً إمكانية بيع القناطر للقطاع الخاص، حيث قال "مش معنى أننا نقول القطاع الخاص يشارك إننا هنبيع لهم القناطر أو السد العالى، لكن لابد من إيجاد أدوار جادة للقطاع الخاص فى تنفيذ المشروعات الهامة لتعظيم الاستفادة من موارد المياة المختلفة".
وشدد على أهمية تعظيم الاستفادة من الخزانات الجوفية نتيجة للسحب أكثر من المتاح، خاصة فى غرب الدلتا، مطالباً بوجوب الحرص على خزانات المياه الجوفية، لأن سحب المخزون الجوفى من شأنه التأثير على بعض المناطق الصحراوية، خاصة الواحات المصرية، موضحاً على أهمية وضع سياسات لتحلية مياه البحر والمياه عالية الملوحة كخطة موازية لحل مشاكل العجز المائى.
فى لقائه مع روتارى القاهرة..
أبو زيد:لا يمكن بيع القناطر الخيرية للقطاع الخاص
الأربعاء، 17 مارس 2010 02:01 م
د.محمود أبو زيد وزير الرى والموارد المائية السابق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة