قال الكاتب يوسف زيدان، إن القبطية مذهب وليست ديانة، وهى تعريب لكلمة "إيجيبتوس" لذلك كان العرب قبل الفتوحات الإسلامية يقسمون المسيحيين إلى نصفين، نصف فى الشام ويسمونهم النصارى ونصف فى مصر ولقبوهم بالأقباط، مؤكدا على أن ذلك هو ما جعل القبطية صناعة عربية إسلامية.
وأوضح "زيدان" أن المسيحيين انشغلوا لفترات تاريخية طويلة بالسؤال: هل المسيح إله أم إنسان؟ وبدأوا يفرقون بين مسيح الإيمان ومسيح التاريخ وهو ما صنع الخلاف بين الكنائس الكبرى فى العالم، وكذلك الخلاف بين البابا "كيرلس عمود الدين" وآريوس ونسطور.
جاء ذلك خلال حفل توقيع زيدان لكتابه "اللاهوت العربى وأصول العنف الدينى" الصادر حديثا عن دار الشروق، أمس الاثنين بمكتبة ديوان مصر الجديدة.
وأكد زيدان أن علم " المقارنة بين الأديان" مضيعة للوقت، مشيرا إلى أن الباحثين يتحيزون لأديانهم على حساب الأديان الأخرى، فالباحث المسلم يورد حججا وآيات قرآنية لينتصر فيها للإسلام على حساب اليهودية والمسيحية ويحاول إقناع غير المسلمين بها رغم أنهم لا يؤمنون بالإسلام ومن ثم القرآن، وأشار أيضا إلى أن العنف الدينى الذى ينتج عن معتقدات وأسس دينية هو أخطر أنواع العنف، لأنه يستند إلى الدين ويجد ما يبرر له ويعتقد أن "الله" يؤيده وأنه مدفوع بقوة إلهية هى التى دفعته لاتخاذ هذا السلوك.
وردا على سؤال اليوم السابع حول التعارض بين ما قاله من قبل بأن "القبطية صناعة عربية إسلامية وفى الوقت نفسه علم الكلام الإسلامى هو امتداد للتراث المسيحى"، قال: آخر قضية لاهوتية كانت سائدة فى منطقة الهلال الخصيب قبل ظهور الإسلام بيومين وكان مذهبا جديدا يسمى مذهب المونوسيلية أى مذهب وحدة الإرادة الإلهية، فقال متبعوه " بدلا من أن نتصارع هل المسيح إنسان أم إله ، فلنؤمن أن الله ذو إرادة واحدة وأن ظهور المسيح كان تطبيقا لهذه الإرادة ، وعندما ظهر علم الكلام فى القرن الأول الهجرى بدأ بقضية الجبر والاختيار ومن آمنوا بالجبر قتلوا ومن آمنوا بالاختيار قتلوا لأن الحكام رأوا أن هذا العلم هو امتداد لفكر آخر ليس عربيا وليس إسلاميا فقتلوهم، إلى أن بدأ علم الكلام ينطق بالعربية ويرجع إلى القرآن ويتوطن ولكنه امتداد للحضارة المسيحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة