محمد حمدى

نصف خطوة إلى الأمام

الثلاثاء، 16 مارس 2010 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لدى الكثيير من السياسيين فى العالم قناعة تكاد تكون شبه مطلقة، بأن مواجهة أية مشكلة صعبة ومعقدة لا تكون بحلها وإنما بتفجير مشكلة أخرى، تصرف الأنظار عن المشكلة الأولى وتؤدى إلى غرق الناس فى التفاصيل المستجدة.

وكان وزير الدفاع الأمريكى السابق دونالد رامسفيلد يسمى هذا المنهج " نصف خطوة إلى الأمام" وهو ما فعله حين تمت أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وكان من شأنها لو سارت الأحداث فى مسارها الطبيعى أن تؤدى إلى سقوط الجمهوريين واليمين المحافظ المسيطر عليه، لكن بدلا من مواجهة أسباب الإخفاق، ابتدع رامسفيلد ومن معه فكرة الحرب على الإرهاب وكونوا تحالفا دوليا لغزو أفغانستان، وحين بدأ بريق هذه الحرب فى الخفوت، قفز رامسفيلد نصف خطوة أخرى إلى الأمام بغزو العراق.

اليمين الإسرائيلى يبدو مؤمنا بهذه النظرية إلى أبعد الحدود، وقد سبق لأرييل شارون زيارة المسجد الأقصى مما أدى إلى تفجير الانتفاضة الثانية، حينما كان الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلى أيهود باراك فى طريقهم لإنجاز شيئ ما فى نهاية عهد الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون.

وعلى نفس النهج يسير خليفته اليمينى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين ناتنياهو، فبعد شهور من الانشغال الأمريكى فى إعداد وإعلان استراتيجية جديدة فى أفغانستان، بدا ان الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى طريقه لإعادة الاهتمام بالشرق الأوسط، وأوفد نائبه جو بايدن لإسرائيل التى استقبلت الزيارة بالإعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية فى القدس، مما صرف الأنظار عن الهدف الرئيسى للزيارة وهو بدء المفاوضات غير المباشرة، وتركزت الأنظار على الحرب الكلامية الدائرة بين واشنطن وتل أبيب.

لكن هذا الجدل ليس أكثر من نصف خطوة إسرائيلية إلى الأمام، أما النصف خطوة التالية واللاحقة والموازية فهى استمرار عمليات تهويد القدس وضم الأماكن الإسلامية فى الضفة الغربية للأثار اليهودية، مما يعنى إشعال حرب دينية فى الشرق الأوسط، لا تصرف فقط الأنظار عن عملية السلام حتى ولو كانت ضعيفة وهشة، وإنما توجه كل الاهتمام العالمى لوقف التصعيد والحروب الدينية فى الشرق الأوسط.

ووفقا لهذه النظرية السياسية غير المكتوبة فعلينا توقع الكثير من خطوات القفز للأمام من تل أبيب.. لكن السؤال المهم: هل القادة العرب يدركون هذه النظرية؟.. وإذا كانو يدركون فماذا سيفعلون؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة