تحولت ندوة "فلسفة اللغة" التى عقدت أمس، الاثنين، بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى محاضرة جامعية، عندما فوجئ الحاضرون من المنشغلين بالفلسفة والمهتمين بها، بإقبال كبير من طلاب كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة عين شمس الذين افترشوا أرض القاعة بعد امتلاء مقاعدها، وهو ما دعا الحضور للاحتجاج على ضجيج الطلبة وطالبوا مدير الندوة الدكتور محمد السيد بالتدخل لمنعهم من الكلام ليتمكنوا من سماع المتحدثين.
وشارك فى الندوة الدكتور صلاح إسماعيل، والدكتور مجدى الجزيرى، وأدارها الدكتور محمد السيد، وأشار د.صلاح إسماعيل فى كلمته إلى أن تاريخ فلسفة اللغة يضرب بجذوره إلى تاريخ الفلسفة اليونانية، وربما قبل ذلك، منذ السفسطائيين وأفلاطون وحواراته المتعلقة بفلسفة اللغة، موضحًا أنه فى القرن العشرين اتجهت فلسفة اللغة نحو مسارين، أولهم اختص بالفلسفة التحليلية، ورواد هذه المدرسة لهم إسهامات كبيرة جدًا ومن بينهم الفيلسوف "جورج مور" والذى أثرى بإسهاماته فى بداية القرن العشرين، وأيضًا الفيلسوف الأمريكى "كوين" وله إسهامات عن فلسفة اللغة والترجمة، والذى يؤكد فيه على استحالة الترجمة من لغة إلى لغة أخرى بترجمة دقيقة.
وأوضح مجدى الجزيرى، أن هناك علوماً اهتمت باللغة مثل علم الاجتماع والنفس والدراسات الأدبية، ولكن علم الفلسفة هو من أولى اهتمامه باللغة فى دراساته وتناولتها عدة محاور فلسفية مختلفة، وضعت فى إطارها إمكانية التعرف على فكر الفيلسوف من لغته المكتوبة، وبالتالى يمكن اعتبار فلسفة اللغة تمهيداً أو مقدمة لفهم فكر وعقلية الفيلسوف.
وأضاف الجزيرى، أن المدخل الحقيقى لفهم فلسفة التاريخ، هو فهم فلسفة اللغة والذى يمكن للباحث التعرف على معالم الحضارة الإسلامية دون اللجوء إلى علومها المختلفة مثل البلاغة النقد والفقه، مشيرًا إلى قول الفيلسوف "إذا أردنا فهم أمة علينا أن نعى فلسفة لغتها".
وفى سؤال اليوم السابع لعدد من الطلاب أوضحت طالبتان أنهما طلاب بكلية آداب جامعة عين شمس، وأنهم حضروها لتقديم بحث عن الندوة مطلوب منهم.