قطر توقف تحديث "إسلام أون لاين" من مصر

فيما يستمر العاملون فى موقع إسلام أون لاين اعتصامهم لليوم الثانى على التوالى أوقف مجلس إدارة الموقع فى قطر بث الموقع من مصر، كما تدخلت الإدارة فى حذف مواد تحريرية تم بثها أمس لشخصيات إسلامية تدعم حقوق العاملين.

وقضى عدد كبير من العاملين بالموقع مبيتهم فى الموقع ليلة أمس، ومن المقرر أن يبيت الليلة عدد آخر بعد تقسيم أنفسهم لفريقين للمبيت لحين حل الأزمة.

وينتظر 250 من العاملين فى الموقع حاليا رد اللجنة القانونية المفوضة من إدارة الشركة فى الاتفاق المبدئى الذى تم عقده مساء أمس، الاثنين، ويقضى الاتفاق المبدئى بوقف جميع أشكال التحقيق ضد العاملين من إدارة وتحرير، وصرف رواتب 6 أشهر كاملة لمن سيتم الاستغناء عنهم نظير تقديمهم طلبات استقالة، وليس فصلا، كما كانت تنوى اللجنة، مع صرف مرتب شهر عن كل سنة خبرة وعمل بالموقع لكل من سيتم الاستغناء عنهم.

ومن جانبها طالبت اللجنة القانونية التى وعدت العاملين بالرد عليهم اليوم، الثلاثاء، أن يتم وقف التناول الإعلامى لما يتم حاليا، وألا يسىء أى طرف منهم للآخر، ومن المقرر أن يجتمع اليوم مجلس إدارة جمعية البلاغ للثقافة المالكة للموقع فى قطر يرد على هذه المطالب.

فيما فوجئ مسئولو التحرير التنفيذى وقسم up load فى القاهرة بعدم قدرتهم على تحديث الموقع فى مواعيده المعروفة صباحا، وفوجئوا بحذف بعض المواد التحريرية التى كانت على الموقع، منها تقرير حول شخصية الشيخ على بدحدح، أحد كبار علماء المملكة العربية السعودية، الذى كان داعما لموقع إسلام أون لاين ووجوده ومسيرته فى مصر، إلا أن الإدارة فى قطر حذفت التقرير بدون إبداء أسباب أو مبررات.
المسئولون عن التحرير فى القاهرة اعتبروا أن هذا جاء لمناصرة بدحدح لحقوق العالمين وتضامنه معهم فيما سبق.

واتفق العاملون فى الموقع على التضامن الكامل مع جميع زملائهم سواء من شملهم الفصل أو الاستغناء أو من لم يرد أسماؤهم فى القائمة، وأكد الجميع أنهم مستعدون للوصول لأبعد مدى فى المواجهة مع الجمعية المالكة، إذا كانت هذه هى النهاية التى ارتضاها مجلس إدارة جمعية البلاغ فى قطر، لغلق موقع إسلام أون لاين فى مصر بعد النجاح الذى حققوه لمدة 10 سنوات.

وقال فتحى أبو حطب، مدير تحرير قسم المسلمين فى أوروبا، فى تقرير للمرصد النقابى والعمالى المصرى، منذ أكثر من شهر وجمعية البلاغ تعلن سواء فى وسائل الإعلام أو فى القرارات الداخلية التى ترسلها لنا بأنها غير راضية عن السياسة التحريرية للموقع، وغير راضية عن مضمون ما يكتب على الموقع، وأنها سوف تقوم بوضع سياسة تحريرية جديدة تتضمن نشر المواد الدينية فقط.

وأكد أحد المحررين أن نوع الموضوعات التى لم ترض عنها الجمعية فى الموقع كانت تخص تغطية مهرجانات السينما، رغم وجود أبواب ضمن تقسيم الموقع منذ عشرة سنوات تحت مسمى ثقافة وفن، كذلك بالنسبة لباب الأسرة، أى موضوع له علاقة باستشارة جنسية أو له علاقة بمسألة الولادة مثلا لم ترض عنه الجمعية، ومعنى أنها تنوى تغيير السياسة التحريرية أنها سوف تلغى هذه الأبواب وتقوم بفصل العاملين بها.

وذكرت مصادر بقطر أن الجمعية أخذت قراراها بوقف العمل نهائيا فى مقر القاهرة ونقل مقر الموقع إلى قطر، وأضافت المصادر أن الجانب المالى لم يكن فى الحسبان، وأن جميع حقوق العاملين سيتم حفظها بدون أى مشكلات قانونية مع الإدارة.

وأعلنت مؤسسة حرية الفكر والتعبير تضامنها مع المحررين، وأكدت المؤسسة أن تهديد محررى الموقع بالفصل ومحاولات إجبارهم على الاستقالة بسبب إصرارهم على تنوع المادة الصحفية التى يقدمها الموقع انتهاكا لحرية الفكر والتعبير، وشكلا من أشكال الرقابة على الصحافة الإلكترونية التى تلعب دوراً هاماً فى تشكيل الرأى العام المحلى والعالمى، فضلا عن انتهاك هذا التوجه للدستور المصرى وللمواثيق الدولية التى تكفل هذه الحقوق وتلك الحريات.