المريس تنقرض
المريس غرب النيل
لكل أمة من الأمم مأساتها الخاصة التى تحرض على الإبداع أو الصراع، فهل كان المصرى القديم مدركاً لما يحدث اليوم فى البر الغربى على بعد ثمانية كليو مترات من جبانة طيبة العاصمة وعلى أقل من ثلاثة كيلو مترات من معبد أرمنت معبد الإله المرعب مونتو إله الحرب، الذى يرجع لهم الفضل فى إنشاء عاصمة الدولة الوسطى "أثت تاوى" صاحب الفضل فى توحيد البلاد، حيث اشتهر هذا الإقليم على مدار التاريخ بشجاعة وإقدام قاطنيه ومواطنيه!
لم تصلوا إلى جملة مفيدة من هذا المقال حتى الآن؟ إننى أحاول الدخول فى الموضوع دون إسهاب أو إطناب أو على الأقل دون ملل!
هل فقدت مصر القدرة على الإبداع والإضافة؟
هل هناك بعد الصفر ذنب؟
هل كانت مأساة المصرى القديم أبدية؟ وهل الذى استطاع أن يبنى الأهرامات لم يستطع أن يبنى كوبرى مثلاً؟
الشرق شرق والغرب غرب هذة هى سنة الحياة! ما أجملها من رحلة أن تعبر إلى البر الغربى فى قارب صغير أو حتى رفاص يعمل بالمواتير الكتر بلر صناعة أمريكا البلد، ما أجملها من رحلة كانت تستغرق أكثر من ساعة أحياناً من قرية المريس مركز أرمنت حتى الأقصر على متن رفاصات بيرم أو أبو عياد أو حتى سويحة فى الحقيقة كان بيرم أسرعهم ورفاص أبو عياد أبطأهم، أتذكر الآن عمى حليم محصل الرفاص كان رقيقاً ووديعاً وكان يمتعنى حقاً النظر إلى وجهة الطيب وإلى شنطته التى يضع بها النقود كنت استمتع بصوت النقود المعدنية وكان يسيل لعابى عندما أرى بائع الحلوى وهو يبيع الحلوى للأطفال أثناء الرحلة من المريس قريتى إلى الأقصر وكنت أسأل نفسى لماذا لا يشترى عمى حليم بكل هذه النقود حلوى ويقوم بتوزيعها على كل الركاب عندئذ لن يحتاج إلى حمل هذه الشنطة؟!
عندما تعتاد على السفر والإبحار منذ الطفولة على أسطح المراكب الشراعية أو حتى على متن الرفاصات تسطيع أن تخلق علاقة وطيدة بينك وبين النيل تستطيع أن تتأمل الضفاف ومن عليها تسطيع أن تفهم معنى الجغرافيا بمعنى إنك تخلق علاقات وطيدة بينك وبين الطبيعة بينك وبين النيل الذى أصبح الآن مرتعاً لكل مظاهر الفساد والتلوث البصرى والإنسانى ففى مدينة الأقصر تم الاعتداء على شاطىء النيل من معبد الأقصر حتى الكوبرى المبجل فنادق ثم فنادق ثم مراكب أعتقد أن أهالى الأقصر الآن لا يروا النيل إلا إذا أذاع التليفزيون المصرى أغنية عبد الوهاب والشاعر العبقرى محمود حسن إسماعيل أغنية النهر الخالد.
تن تن تن تتاة اة اة تن تن تن تتاة واة واة على خبيتنا واللى عايزة خلف.
أما عن أهالى القاهرة فقد أصابهم الزهايمر المبكر، فالطريق الدائرى مثلاً وأنت تعتليه بالسيارة تفكر وتفكر فى أول كمين عليه بعد مرورك بكم من العشوائيات تحيل حياتك إلى جحيم بصرى ومتخدش بالك من نهر النيل الأسير اللى تحت الكوبرى وعلى كوبرى عباس ماشية وماشية الناس يا فروتا وأناناس!
وبعدين فى اللى بيحصل ده؟! ليه التاريخ بقى بايخ وسخيف فى البلد ده!؟
طاب يعملوا أية الفراعنة لو بعثوا اليومين دوول؟ أولاً حتحصل أزمة مرورية للأرواح فى المتحف المصرى بمعنى أن الكاهات والباءات أول متطلع من المتحف إلى ميدان التحرير مش حتعرف حتروح على فين؟
بصراحة حيفتكروهم عاملين مظاهرة أو يعتقدون أنهم تنظيم جديد وحيخدوهم حامى بارد حامى بارد بالعصيان والبلغ بما فيهم كل الملوك والأمراء وتماثيل الخدم الأوشابتى والغلابة بعد كل السنين اللى ماتوها يتم القضاء على أرواحهم بالبلغ والبيادات وإعادتهم للمتحف الجديد المزمع بناؤه فى الجيزة فى أضيق مكان فيكى يا مصر واللى ما يشترى يتفرج البيت جنب الجبانة المتحف جنب الهرم وما على السائح إلا يا خدها كعابى بعدما يخلص زيارة الهرم ياخدها مشى بين الخرتية والبايعين لغاية ميطلع تلاتة ميتين أهلة ومش لازم يركب أتوبيسات سياحة، وهى أية لازمة الأتوبيسات السياحية ما الدولة بتوفر فى البنزين عارف يا عم خفرع أنا حاسس إنه حيجى اليوم اللى حينقلوك فيه للمتحف البريطانى أو اللوفر علشان يا سيدى التلوث زاد من حواليك ودخان العربيات والأتوبيسات السياحية والرحلات السريعة التيك أووى موش لاقيه بارك، يعنى عاوزين بارك للأتوبيسات والأهرامات دى مقرشة وزاحمة المكان ع الفاضى وبدل ما المرشدين يصدعوا الأجانب والسياح بالقصص والخزعبلات اللى بيحكوها عمال على بطال نعمل قاعة كبيرة للزوار ونعرض أفلام مضغوطة، أى أسطوانات، أى سيديهات مصورة بكاميرا أفلام فيديو كليب فى هذة القاعات والسائح يدفع تذكرة الهرم والسينما فى وقت واحد يا بلاش!!
ارجع تانى لفكرة المأساة أو الخلود _ طبعا مش دايم إلا وجهه سبحانه، فعندما يقام المشروع العملاق فى البر الغربى من بناء أكثر من 18 فندقاً يحدث الآتى:
لو افترضنا أن المشروع مقام لأكثر من 182 مركباً سياحية حفاظاً عليها من الحريق وإقامة محطة تموين للمراكب ممكن يحصل إيه؟
ماذا يحدث عندما نضع البيض فى سلة واحدة؟ وفيرس أنفلونزا الطيور الإرهابى الخطير لم يتم القضاء عليه بعد؟ البنزين جنب شركة النيل للكبريت 55 عود وفوت علينا بكره وأدفع تعويضات للأرواح وللمراكب؟
وأسأل سؤالاً لشركات التأمين هل توافق على هذا التجمع الرهيب للمراكب بافتراض أن متوسط عدد الغرف فى المراكب يزيد على 60 كابينة وهذا يعنى أن هذه المراكب فى رأس السنة والأعياد أوفربوكنج أى كاملة العدد 60 فى 2 فى 182 مركباً 21840 غير العاملين والمرشدين اللى نايمين فى الصندك واللى نايمين فى كباين الأسطف؟
_ طيب حنفترض أن الأمن مستتب وذلك لكفاءتنا الأمنية الشريفة واليقظة، لما الزبون اللى ع المركب ينزل يتمشى أو يركب الدراجات الكهربية للوصول إلى البازارات والكافيهات شوبات والمطاعم المزعم بناؤها فى حرم الميناء العملاق هل لن يؤثر ذلك من قريب أو بعيد على القوة الشرائية للزبون داخل المركب نفسه بمعنى أنه سوف يتعشى ثم يتمشى ثم يدخل إلى أى قهوة فى الميناء المقدس أو أى بار والسهرة تحلى ويصرف فلوسه بره المركب ويرجع إلى المركب يا مولاى كما خلقتنى ولكن لحل هذه المشكلة وعدم المساس بأرزاق أصحاب المراكب عليهم أن يقوموا بشراء أو تأجير هذه البارات والكافيهات وبهذا تحل المشكلة، لكن لأن الفلة قد وقعت فى الزجاجة تظهر مشكلة أخرى ألا وهى أن أصحاب المحلات والبازارات الذين نزحوا من الأقصر بعد أن تصبح المدينة مدينة أشباح بعد أن أرسيت المراكب بعيدا عنهم "مثلما يحدث أثناء السدة الشتوية لهويس أسنا"، طمعاً فى الحصول على بازار فى الميناء العملاق عرضة للتشرد!
لذا ستقام المناقصات بين أصحاب المراكب وأصحاب البازارات ومن يدفع أكثر يرسو عليه المزاد بمعنى إننا سنحتاج إلى مرسى جديد للمزادات!
وكله طبعاً على رأس الزبون ولو عرفتم أن السائح اليومين دوول يدفع ما بين 400 إلى 500 يورو ثمناً للإقامة مدة تزيد أحياناً على العشرة أيام يا بلاش! معروف أن أى حد فينا لما يدخل محل كشرى عارف إنه سوف يأكل يوم ما يأكل حيدفع خمسة جنيه ولو حبيت تتغدى كباب وكفتة عارف إنك حتدفع أكتر من 65 جنيه بالسلاطات بمعنى إنك متطلبش من واحد دافع كلام فاضى يصرف فى مسمط أو محل كشرى 100 جنيه مثلاً وتحاول أن تقنع فيه أن ده هو الطبق المفضل للإلهة عدست إلهة الإسهال عند المصريين البوساء!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة