دأب فخامة الرئيس مبارك منذ توليه حكم مصر قبل ثلاثة عقود على أن يشاطر المواطن أفراحه وأحزانه، ولم ينشغل يوما عن تلبية مطالبه وفق الضرورة أو الحاجة، رغم مسئولياته الكبيرة على المستويين الرسمى والشعبى، فكان كلما سمع عن مريض يعرفه بادر بالاتصال عليه ليطمئن على صحته، فإن وجد حالته الصحية تتطلب سفره للعلاج بالخارج. أمر فخامته على الفور بعلاجه على نفقة الدولة، وتولى متابعته إلى أن يعالج من مرضه.
كانت هذه طبيعة الرئيس مبارك، مع من يعرفه، ومع من لا يعرفه، من بنى وطنه، ففخامته يرى أن للمواطن حقاً عليه، ولابد أن يمد له يد المساعدة، حين تلم به الخطوب والشدائد أو تصيبه الملمات، أوحين يشعر منه ضيق ذات اليد، والتعفف عن الطلب أو السؤال.
إن سماحة فخامته يغلب عليها الطابع الإنسانى، فهو يجذل العطاء دون استجداء المحتاج فى الطلب، ويعتبر فخامته ذلك عرفانا منه، بما قدمه هذا المواطن أو ذاك لوطنه.
وقد ضرب لنا الرئيس مبارك أروع المثل فى الحب والعطاء للوطن وللمواطنين، وذلك حين جعل تكريم طوائف الشعب المختلفة سمتا صحيحا يحظى به المجدون.. فقد كرم فخامته العديد من العلماء والكتاب والفنانين والشعراء والأدباء والسياسيين والرياضيين ونفر ليس بالقليل من عامة الشعب كل فى مجاله.
والواقع أن للرئيس مبارك مواقف عظيمة وخالدة، تؤكد معدنه الطيب، ونفسه الخلوقة، وذلك لأنه كان يؤثر فى كل الأحوال، العفو والصفح والتجاوز، عن أخطاء الآخرين حتى وإن كان الضرر واقعا عليه، وتمثل ذلك فى نفسه بعد أن أمر بإصدار عفو رئاسى عن بعض الصحفيين، كان قد صدر ضدهم أحكام قضائية، تقضى بحبسهم بسبب تعرضهم لشخصه النبيل، بما لا يليق بمكانته كرئيس للدولة.
وفى شأن آخر وفى أثناء زيارته للملكة العربية السعودية لم ينس فخامته الطبيبين اللذين حكم عليهما بالسجن لمدة خمسة عشر عاما فى قضية باتت فى مغزاها بالغة الصعوبة والحساسية أمام المجتمعين المصرى والسعودى، حيث استثمر الرئيس مبارك لقاء الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك فى حل مشكلة الطبيبين المصريين على هامش اللقاء، وسعى جاهدا فى إصدار عفو ملكى عنهما فى مفاجأة رائعة لم يكن يتوقعها الطبيبان ذاتهما ولم تخطر ببالهما ولا ببال غيرهما من المصريين.
وفى جانب آخر تكتمل صور العطاء حين ألمت السيول الجارفة بأطراف مصر فى كل من جنوب وشمال محافظتى سيناء والعريش فما كان من الرئيس مبارك إلا أن أمر رئيس الحكومة بزيادة التعويضات للمتضررين عنها من مبلغ خمسه عشر ألف جنيه إلى مبلغ خمسة وعشرين ألف جنيه، وهناك من صور العطاء ما لم نستطع أن نحصيه عددا فى هذا الموضع.
لقد عبر الرئيس مبارك عن حبه لنا ولم يشعرنا يوما بآلامه وأحزنه واليوم جاء الدور علينا لنعبر نحن عن حبنا له وأن تأبى فخامته منا ذلك فمن حقه علينا أن نخبره بأننا نحبه ولما لا وشخصه الكريم لا يختلف عليه اثنان حتى وأن تعاظمت خلافات الرأى العالقة بينه وبين معارضيه، فالقوى السياسية بتعداداتها الحزبية، سواء كانت وطنية أم معارضة، يجمعون على حبه وإخلاصه وتفانيه من أجل وطنه.
والسؤال هنا.. كيف يعّبر المواطن عن حبه لقائده؟! ألم يكن حريا بقادة الحزب الوطنى بأن ينظموا من الآن وسيلة اتصال مباشرة تجمع بين الرئيس وبين جموع الشعب المحبة لفخامته بكل أطيافها وانتماءاتها؟ أليس هناك وسائل اتصال حديثة تفى بهذا الغرض النبيل؟ إن الموقف يتطلب تحديث موقع بريد إلكترونى مستقل بالرئيس ليستقبل رسائل طوائف الشعب المحبة لفخامته، وأعتقد أن ذلك ممكنا.. حتى وإن اعتبره البعض ضربا من الخيال. لقد آن الوقت الذى تزاح فيه الأستار السميكة المسدلة التى تحجب مشاعر الحب الحقيقية بين المواطن وقائده ومن الوفاء للرئيس أن تظل قلوبنا معلقة بحبه وأن نواصل الدعاء لله تعالى حتى يتم شفاؤه وهذا ما يفعله أبناء الوطن المخلصين.
رمضان عبد الوهاب يكتب.. كيف نعبّر عن حبنا للرئيس؟
الثلاثاء، 16 مارس 2010 07:34 م