قال الدكتور "جلال أمين" إنه تعمد إخفاء الكثير من تفاصيل حياته بكتابه الأخير "رحيق العمر" لأنه يخشى من ذكرها، وليس لديه الجرأة الكافية "لفضح" نفسه مثل سائر الكتاب الذين يكتبون عن سيرهم الذاتية متخطين كافة الحواجز والخطوط الحمراء.
وأضاف "أمين" أن علاقته بالفكر الماركسى لم تنقطع حتى الآن، بل على العكس مازال يشكل جزءا كبيرا من وعيه وخلفيته التاريخية، مشيرا إلى أن تركه للماركسية لعدم اتفاقه مع بعض مبادئها لا يعنى بالضرورة الهجوم عليها وعلى معتنقيها.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الاثنين بحزب التجمع لمناقشة كتاب رحيق العمر للكاتب المفكر جلال أمين وحضرها عدد من المثقفين والأدباء مثل الكاتبة شهيدة الباز، الكاتب حلمى شعراوى، الدكتور عبد المنعم تليمة وأدارها الكاتب أسامة عرابى.
وأوضح "أمين" أنه تبنى الفكر الماركسى وهو فى الثالث والعشرين من عمره، وبعد أن قرأ فيه ما يقرب من عامين، ولكن سرعان ما تركه لرفضه بعض المبادئ الاقتصادية والفلسفية فيه.
وأضاف أن موقفه تجاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تبدل من الحب الشديد للسخط والكراهية، وذلك مع تغير الظروف والأحوال السياسية المحيطة به والتى أجبرته على كره أشياء كان يحبها من قبل والعكس، كما أعلن عن هجومه الحاد تجاه حرب الاستنزاف قائلا إنها لم تمهد للنصر كما يدعى البعض، وأنها تحتاج إلى مزيد من التفكير للوقوف على حقيقة استفادتنا منها.
وقال عبد المنعم تليمة إن "أمين" بعد انتهائه من كتابه "ماذا علمتنى الحياة"، تبين له أن هناك كثيرا من الأشياء فى حياته لم يتحدث عنها بعد، فقرر كتابة الجزء الثانى "رحيق العمر" مسهبا فى مزيد من التفاصيل عن حياته الفكرية والسياسية ومستعينا بأشخاص وأحداث جديدة.
وأضاف: أختلف معه فى هجومه الحاد على الماركسية فهى عمود من أعمدة الفكر الحديث، واليساريون هم اللذين تحملوا عبء النضال الوطنى الحقيقى وأخرجوا بكتاباتهم مصر من عصور التخلف والظلمات.
وتابع "الكتاب أصاب فى الحديث عن معالم الدولة البوليسية فى العهد الناصرى من خلال الملاحظات التى دونها أمين فى مفكرته وذكرها فى كتابه وهى تحوى 17 بندا عن كيفية الخروج من مصر والموافقات التى يجب أن يحصل عليها للمشاركة فى المؤتمرات العلمية بالخارج، وهى ملاحظات صائبة تماما وعلينا أن نضعها فى الاعتبار ونحن نتحدث عن العهد الناصرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة