د.عزازى على عزازى

أول الجهاد الغضب

الثلاثاء، 16 مارس 2010 07:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تسمعون - الآن- أنين الحجارة، نواح المآذن، صراخ القباب، أزيز الأبواب، شكوى المنابر وأمر القدر؟ أم صُمَّ السمع وأُقفل القلب وُطمس البصر؟ ألم يصهل فى العروق صوت البراق، أو شُدت رحال الروح إلى صخرة الذهب؟
ألم تقرأوا: سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؟
لقد بارك الله حوله، فبركتم حوله، وتوسدتم نعال جيش الدفاع ورهنتم سيف القبيلة عند بنى قينقاع، فمن للقبلة المقدسية ومن للحرم؟
آه من مرارة الوقوف خلف أسوار الكارثة كالأطفال الرُّتع، وكنيس الخراب، يفك عمارة الأنبياء، ومسرى الحبيب، ومسجد عمر.
إذا لم نستيقظ الآن فمتى.. إذا لم تتجاف الجنوب عن المضاجع فمتى.. إذا لم نستصرخ عزم المؤمنين فمتى.. إذا لم تتراص الصفوف كأسنان مشط فمتى.. إذا لم نغضب ونفتل سواعدنا فمتى.. إذا لم نستح ونتصبب عرقاً فمتى.. إذا لم نكف عن سلام ذليل فمتى.. إذا لم ندمر سدود الحدود فمتى، إذا لم نقتلع أشواك الخيانة فمتى.. إذا لم ننصت لآية الذكر فمتى.. إذا لم ننفض غبار العجز فمتى؟...
الأمر جدٌ لاهزل فيه، فهل نتوقف - قليلا- عن شبق الانشغال بفضفضات التوك شو، وايقاعات الفيديو كليب والاحتشاد الساذج خلف أبطال من ورق؟
الأقصى يكلُّ فمن يسند- الآن حجارته؟ والله لا موائد الحوار والقمار السياسى، ولا مناشدات سلطة البُكم الذاتى، ولا مقررات القمم، لا شىء يهدهد صدر الحرم القدسى سوى دفء السلاح فى كتف المقاومة، لا لغة أبلغ وأجمل وأشعر وأشرف وأنبل من لغة (وأعدوا لهم).
آه من فداحة الشعور بضيق زنزانة الجسد مع اتساع لا نهائى لمعارج الرؤيا.
الآن تفر المآذن والأبواب والقباب وسجادات الصلاة، وتراتيل الذكر، وصدح الأذان أمام أعيننا، على الهواء مباشرة، ومن نفس الشاشة التى تبث لهوها المجانى وتلح فى استجداء الغرائز.
الآن.. لا مفر، فأين المفر؟ لا شىء نملك سوى إضرام نار الغضب وأول الجهاد الغضب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة