نيويورك تايمز تنتقد الاعتقالات"المبكرة"لإخوان مصر

الإثنين، 15 مارس 2010 01:45 م
نيويورك تايمز تنتقد الاعتقالات"المبكرة"لإخوان مصر حملة الاعتقالات بدأت مبكرة واستهدفت عددا كبيرا من زعماء الجماعة
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقدت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لمراسلها فى القاهرة، مايكل سلكمان حملة الاعتقالات المستمرة التى شنتها الحكومة المصرية ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقالت إنها بدأت مبكرة هذا العام، فالانتخابات البرلمانية لن تجرى قبل عدة أشهر، ومع ذلك شنت السلطات حملة ضارية اعتقلت على أثرها مئات من أعضاء الجماعة، وهى الإشارة المعتادة على أن الأصوات سيتم فرزها قريبا.

ومع ذلك، رأت نيويورك تايمز أن الوضع مختلف هذا العام، فالحملة بدأت مبكرة واستهدفت عددا كبيرا من زعماء الجماعة، كما أن السلطات سارت على نهج لتقويض تطور المعارضة السياسية القوية، حسبما قال محللون مستقلون، وجماعات حقوق الإنسان، وأعضاء من الإخوان المسلمين.

ونقلت نيويورك تايمز عن حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهو منظمة غير حزبية بالقاهرة، قوله "نحن نرى ذلك كاستمرار أو تكثيف للحملة ضد المعارضة التى بدأت عام 2007".

وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين محظورة رسميا فى مصر، ولكنها جماعة تعرف بالتسامح، فهدفها وجود دولة تطبق الشريعة الإسلامية. وتمتلك الجماعة مكاتب عامة فى جميع أنحاء البلاد، ويتبعها أعداد غفيرة من المصريين، ويمثلها 88 عضوا فى البرلمان الذى تبلغ عدد مقاعده 454 مقعدا، كما تقدم الخدمات الاجتماعية، الأمر الذى يكشف عن نهج الدولة المتناقض.

وأضافت نيويورك تايمز أن قوات الشرطة اجتاحت الجمعة الماضى ست محافظات، وألقت القبض على 300 من أعضاء الجماعة، مضاعفة بذلك أعداد الذين احتجزتهم الشهر الماضى فقط، ويوجد قرابة الـ350 إخوانيا خلف القضبان.

وقال سلامة أحمد سلامة، رئيس تحرير جريدة الشروق إنها "نفس الحملة المستمرة التى تحاول منع الجماعة من الانخراط على الساحة السياسية قبل الانتخابات ومنعهم من ترشيح أنصارهم".

وسمحت الحكومة لأعضاء الجماعة الذين خاضوا الانتخابات كأعضاء مستقلين منذ خمسة سنوات، للترويج لحملتهم الانتخابية تحت شعار "الإسلام هو الحل"، ولكنهم تمكنوا من كسب مقاعد فى البرلمان، الأمر الذى أثار قلق الحكومة.

واستشهد سلكمان، بالباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ضياء رشوان الذى أكد أن "هناك آلاف من الأشخاص ينتمون إلى المحافظات المختلفة صوتوا للإخوان وساعدوهم، وهناك مئات من المؤيدين الآخرين، فهذا التفاعل المستمر من الصعب جدا أن يتوقف الآن".

ورأت نيويورك تايمز أن الدولة تلعب لعبة معقدة جدا مع الإخوان المسلمين، فهى تمنحها مساحة لتعمل وتكبر، بينما تحذر الغرب من أنه إذا خسر الحزل الحاكم فى الانتخابات، فستفوز الأخوان وتسيطر على مقاليد القوى. وفى الوقت عينه، تشدد الحكومة قبضتها على قدرة الجماعة على السيطرة على مؤسسات الدولة.

وقال محمد البلتاجى، وهو عضو بالجماعة التحق بالبرلمان منذ عام 2005، "نحن لسنا مصابون بعقد الاضطهاد، بل هم من يعانون منها".

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن حملة الحكومة بدأت بعد وقت قصير من تسلم محمد بديع، منصب المرشد العام للجماعة، ففى بادئ الأمر، يقول المحللون، بدا الأمر وكأن القيادة الجديدة ستركز على معالجة الانقسامات الداخلية، وتوسيع عضوية الجماعة، وليس على ترشيح الأعضاء للانتخابات.

وأضاف البلتاجى "نحن ليس لدينا طريق آخر سوى النضال السياسى والدستورى، فنحن نريد الإصلاح السياسى، لذا لاستطيع أن أتخيل عدم المشاركة فى الحياة السياسية".

ولكن على ما يبدو هذا ليس ما تعتمد عليه أو تريده الدولة، حسبما تقول الصحيفة.

فقوات الأمن استهدفت زعماء الجماعة فى القاهرة والجيزة، منذ شهر فبراير المنصرم وحتى الشهر الجارى، وكذلك زعماء المحافظات الأخرى، مثل الإسكندرية، وأسيوط، والشرقية، والغربية، حيث احتجزت رموزا إخوانية معروفة أمثال عصام العريان، ومحمود عزت.

وأضاف رشوان، "إنه لأمر نادر أن تحدث حملة الاعتقالات تلك مباشرة بعد تعيين المرشد العام الجديد، الغرض منها على ما يبدو، هو تعطيل القيادة الجديدة قبل أن يتسنى لها الوقت حتى لتتنفس".

واستشهد معد التقرير بأقوال محمد عبد اللاه، وهو عضو بارز فى الحزب الحاكم، الذى قال إن مصر تتحرك بخطى ثقيلة نحو الإصلاح السياسى، ودلل على ذلك مشيرا إلى الاحتجاجات اليومية التى يقوم بها العمال فى وسط القاهرة، والمنافسة القوية فى وسائل الإعلام المستقلة، وحقيقة أن المرشحين يسمح لهم بتحدى سلطة الرئيس.

وقال عبد اللاه "هناك الآن ما يسمى بالمجتمع المدنى الذى بات مقبولا بشكل كبير، حتى وإن لم يكن مؤثرا، فهناك بكل تأكيد تطور يحدث هنا".

واستبعدت نيويورك تايمز مجددا أن تتمكن جماعة الإخوان المسلمين من الالتحاق بسباق الرئاسة والفوز به، خاصة بعد ظهور، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى، كمرشح محتمل للرئاسة، ومع ذلك، استمرت حملة الاعتقالات.

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة