تعددت أسباب إغلاق القنوات فى الفترة الأخيرة سواء كانت سياسية أو دينية أو عرقية لأسباب غير معلنة وإن كانت واضحة ضمنيا، حيث جاء إغلاق قناة الساعة أمس الأول، وقطع البث عن قناة الحياة ليكتب سطراً جديداً فى طبيعة العلاقة بين الحكومات وأصحاب تلك القنوات فى إعلان مباشر عن أن هذه القنوات مهما تمتعت بسقف كبير من الحرية إلا أنها مازالت تحت السيطرة.
وحسبما أعلن أنس الفقى وزير الإعلام المصرى فى بيان له أمس، أن إغلاق قناة الساعة الفضائية لا علاقة للحكومة المصرية به وإنه شأن الحكومة الليبية، والحقيقة أن الحكومة الليبية لها سابقة فى إغلاق القنوات حيث سبق وأن أغلقت قناة الليبية بسبب برنامج حمدى قنديل "قلم رصاص" بسبب آرائه التى رأت أنها متجاوزة وفى الحالتين تبدو السياسة تقف خلف إغلاق هذه القنوات.
كما أن هناك قنوات دخلت فى صدام مع النظام العالمى مثل القنوات الشيعية التى صنفها مجلس الكونجرس الأمريكى على أنها قنوات داعمة للإرهاب وبالتالى أصبح العالم فى موقف ضدها وهى قناتى الحكمة الدينية والعالم الإخبارية وهما تابعتين لإيران الإيرانية والأقصى التابعة لحماس والمنار التابعة لحزب الله وتم إغلاق القنوات من القمرين المصرى نايل سات والسعودى عرب سات وإن كان استمر إرسال المنار والأقصى على القمر الأوروبى، ولم تكن هذه القنوات هى الضحايا الأولى لقرارات الكونجرس بل سبقها قرار بإغلاق قناتى الزوراء والرافدين لنفس الأسباب ومن قبلهما قناة اللافتة التابعة للنظام العراقى السابق.
وفى سوريا أغلق نظام بشار الأسد قناة الشام السورية نتيجة صدامه مع صاحب القناة وعضو مجلس الشعب السورى محمد أكرم الجندى، كنوع من تصفية الحسابات معه حتى جاء بالقناة ليبثها من مصر.
والسؤال الذى يطرح نفسه إلى ما يرجع تخوف الإعلاميين فى مصر من قانون تنظيم البث الفضائى المزمع أن يطلقه أنس الفقى وزير الإعلام من السهل إغلاق القنوات الفضائية.
الدكتور عبد الوهاب قتاية الخبير الإعلامى يرى أن هذا جاء نتيجة عدم وجود ميثاق اعلامى حقيقى ينظم العلاقة بين القنوات الفضائية والجمهور والحكومات وفكرة التنظيم مطلوبة لإفراز المنتج الجيد من الردئ، حتى لا تخضع كل الفضائيات تحت سطوة الحكومات لتحقق أهدافها أو تهدد بالإغلاق ويتساوى الصالح منها مع الطالح، ولو كان هناك ضوابط للإعلام ماكان حدث تجاوزات من الأساس ولكن الواقع أن الإعلام أصبح مهنة من لا مهنة له يعمل بدون أية ضوابط وبالتالى ربما يتحول إلى سلاح فى أيدى دعاة الهدم ومدمرى القيم.